مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف و فقد المنهج و ضحالة النقد - صفحه 326

الإسلامي عقيدة وشريعة وتاريخاً ، إذا كان مؤمناً ، فكيف بأعاظم المحدّثين!؟
هَلْ يسمح سماحة مؤلّف المشرعة لنفسه أن يقال عن كتابه: إنّه يورد فيه ما يقبل وما لا يَقبل ، وأنّ دأبه أن يجمع ما هبّ ودبّ ، وأنّه لم يقصد لإيراد ما يصحّ ويعتبر!
وأمّا أنّ المؤلّفين يثبتون ما في كتبهم بدعواهم صحّتها حسب اجتهادهم! فهذا أمرٌ طبيعيّ لكلّ عالم مجتهد صاحب رأي وصاحب منهج أن ينتخب حسب منهجه ما يراه ويثبته في كتابه ليستفيد منه من يعتقد به ويلتزم برأيه.
ولا يقال لمثله : إنّه يجمع المعتبر وغير المعتبر ، فضلا عن أن يقال: إنّ دأبه ذلك!
وأمّا الخطأ في الاجتهاد ، فهو أمر لا يسلم منه أحد غير المعصوم ، أفهل يدّعي سماحة مؤلّف المشرعة أنّه سالم عن مثل ذلك ، وأنّ آراءه التي أثبتها كلّها صائبة لاخطأ في اجتهاده!
ونحن نرى في عمله كلّ هذا النقض والتهافت والخلل ؟
فكيف يدّعي أنّه يقدّم لقرّائه شراباً لا جراثيم فيه ولا مرض ؟ ويقول:

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله من الحلاوة العسلا
وكيف يدّعي أنّ سفينته تؤمن من العثرة ؟
ألا يحتمل أن يكون على خطأ في عمله واجتهاده؟ وأن يقدّم للقرّاء المُرّ الزعاق؟ وأن تكون سفينته مخروقة تغرق أهلها؟!
إنّ بناء كتاب المشرعة على مثل هذه الدعوى ، ومثل هذاالتفكير ، يدلّ ـ بلاريبـ على خلل في هدف مؤلّفه وفي منهجه  !
ثمّ إنّه ذكر ما نصّه:
ولنقل الروايات غير المعتبرة مفسدة وفائدتان: أمّا الفائدة الأُولى:

صفحه از 336