مشرعة بحارالأنوار بين نقض الهدف و فقد المنهج و ضحالة النقد - صفحه 332

المجلسي على ما فعل وكتب وحقّق في مجلّد «السماء والعالم» من كتاب بحار الأنوار.
غافلا عن أنّ ما أثبته المجلسي من المطالب البطليموسية إنّما كانت في عصر المجلسي وعند تأليفه للبحار هي المحور الأساسي لعلم التنجيم ومعرفة النجوم.
فلو رأى مؤلّف المشرعة من حقّه أن يلتزم بعلوم عصره في ما يرتبط بالفضاء والنجوم ، ألم يكن للمجلسي أن يلتزم بما كان متداولا في عصره من تلك المعارف والعلوم ؟ وكان من المسلّمات عند أهل ذلك العصر؟ ثمّ من أين يعرف صاحب المشرعة بقطعية ما يسمعه من علم الفلك والنجوم في هذا العصر ، ومسلّميته ، وعدم تعرّضه فيما يأتي في المستقبل للنقض والإبرام؟! وهل يسمح للآتين أن يعترضوا عليه بما يلتزمه اليوم من هذه العلوم والمعارف؟
إنّ صاحب المشرعة قد يتجاوز في هجومه على المجلسيّ والبحار ، حدّ الإنصاف ويصل إلى الجور والاعتساف . انظر إلى قوله:
وفي آخر الباب (يعني من البحار) حديث طويل مرسل (25 / 169 ـ 175) في أوصاف الإمام ، وجملة من حملاته تشهد بأنّه كلام بعض أهل العلم نسبه إلى أمير المؤمنين ، ترويجاً لتوهّمه ونظره. والعجب من المجلسي(رحمه الله) أنّه يقبل كلّ كلام منسوب إلى أحد من الأئمّة(عليهم السلام)! ثمّ الوعّاظ والمبلّغين (كذا) ۱ يعتمدون عليه ، لأنّه مذكور في بحاره!!   المشرعة (2 / 450)
أقول: أسفاً لعدم الإنصاف في اتّهام العلاّمة المجلسي بقبول كلّ كلام منسوب !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأوردنا غلطه  ، لنقول: كيف يدّعي تلك الدعوى مع أنّه لا يميّز المرفوع من المنصوب ؟؟

1.بنينا في ما ننقله من المشرعة على تصويب الكلام والإغضاء عن الأخطاء اللغوية والإعرابية وإنّما لم نصحّح هنا وأوردناه كما هو ، لأنّ صاحب المشرعة يتظاهر هنا بمعرفته وتمييزه بين كلام أحد العلماء وكلام الإمام (عليه السلام) ؟ بينما هو يتّهم المجلسي العظيم بخلاف ذلك !!!

صفحه از 336