انتخابه لنفسه ؟!
وإذا كتب صاحب المشرعة لنفسه قسماً ـ فقط ـ من دروس أساتذته ، أو طبع فقط قسماً من ما كتب ، ولم يطبع أو لم يكتب الباقي كما حصل له فعلا ، وبعد ذلك ضاع الباقي المخطوط ، فهل هو يستحقّ اللوم والإهانة بلفظ أنّه «الجاهل» ؟
إنّ جميع العلماء والباحثين ـ اليوم ـ يشكرون عمل شيخ الطائفة الطوسي قدّس الله روحه على «اختياره» المعروف من كتاب الكشي المسمّى «معرفة الناقلين» وهم يعلمون أنّ أصل الكتاب مفقود ضائع ، ولو لم يقم الشيخ بهذا «الاختيار» فلعلّ هذا المقدار منه أيضاً كان من المفقودات.
فهل فقدان الأصل ، يفسح لنا المجال لأن نهاجم الشيخ رضي الله عنه وأرضاه من أجل ما قدّمه للعلم والعلماء من خدمة جليلة باختياره المهمّ .
ثمّ إنّ المجلسي العظيم ، لو اقتصر في موسوعته «بحار الأنوار» على خصوص ما يُسمّى بـ «المعتبر» سنداً من الأحاديث ، فهل كانت تتحقّق الفائدتان المذكورتان في (المشرعة 1 / 9) ؟
وهل كان المجلسيّ يسلم من النقد ؟
ألم يكن أُولئك الذين يعترضون عليه بإيراد الأحاديث غير المعتبرة ، يُهاجمونه بقولهم: لماذا لم ينقل سائر الروايات كي تفيد في إثبات التواتر ، أو تحصيل القرائن ؟ أو لعلّ في من يأتي مَن يقول بصحّة أسانيدها واعتبارها ، وإن لم تكن معتبرة عند المجلسي ۱ ؟
إنّ ما قدّمناه غيض من فيض ممّا يدلّ على ضحالة نقود صاحب المشرعة ، وعدم اتّزان عمله في مواجهة أمواج «بحار الأنوار» الهادرة التي تغشي أبصار من
1.(آشنايى با «بحار الأنوار») (ص۱۲۴) بتصرّف.