الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 181

بالنسبة إلى أعدائه عليه السّلام وعلى ذلك فليسوا أصحاب فتنة ، بل هم أهل الحقّ العاملين بقول الله تعالى : {فقاتلوا التي تبغي} وإن تفاوتوا في مقادير العمل بالآية ، وإنّما أهل الفتنة هم البغاة من الناكثين والقاسطين والمارقين .
فتأمّل ، كيف كان في كلام الزهري خلط البري بالمذنب ، ولبس الحقّ بالباطل ، وجعل تلك كلّها فتنة تابعة لقتل عثمان؟ وذلك ممّا يعجب الاُمويين في عهد الزهري ، فتأمّل وقس على ذلك ، وعلى ما سبق في الفصل الأوّل من رواياته التي يتّهم فيها بمساعدة بني اُميّة .
وهنا ننقل بعض كلام للإمام القاسم بن محمّدعليه السّلام في الزهري تتميماً للفائدة قال عليه السّلام في الاعتصام في كتاب الزكاة في باب أحكام الأرضين في فصل فيما يملك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال عليه السّلام : فأمّا الزهري فلا يختلف المحدّثون وأهل التواريخ في أنّه كان مدلّساً ، وفي أنّه كان من أعوان ظلمة بني اُميّة ، وقد أمّروه على شرطتهم .
قال : وفي علوم الحديث للحاكم رحمه الله : قيل ليحيى بن معين : الأعمش خير أم الزهري؟ فقال : برئت منه إن كان مثل الزهري ، إنّه كان يعمل لبني اُميّة .
وروى أبو جعفر عن الزهري : أنّه قال لعلي بن الحسين سلام الله عليهما : كان معاوية يسكته الحلم وينطقه العلم .
فقال عليه السّلام : كذبت يازهري ، كان يسكته الحصر ، وينطقه البطر .
وروى جرير بن عبدالحميد عن محمّد بن شيبة قال شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة بن الزبير يذكران عليّاً فنالا منه .
قال الإمام عليه السّلام : قلت : وبالله التوفيق قد تقدّم عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «إنّ عليّاًعليه السّلام لا يبغضه إلّا منافق» .
وقد تقدّم عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال : «سباب المؤمن فسق» .
وفي أمالي المرشد بالله : أخبرنا أبو القاسم التنوخي الصوري قراء ة عليه قال : أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سعد الفَسوي قراء ة عليه وأنا

صفحه از 229