وهذا ، على تقدير قبول روايته .
والتحقيق أنّها لا تقبل وفيه كلام ليس هذا موضعه ، وقد صنّف فيه شرف الدين الإمامي كتاباً مفيداً في الاحتجاج على ضعفه اسمه أبو هريرة وهو مطبوع فاطلبه وطالعه ۱ .
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند ۲ عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : للعبد المصلح المملوك أجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحجّ وبرّ اُمّي لأحببت أن أموت وأنا مملوك .
فهذا يعارض دعواه تفرّغه لسماع الحديث ، لأنّ مقتضى برّه لاُمّه أن لا يهملها حتّى تعرى وتجوع ، وهو متمكّن من السعي عليها ، فإذا كان يسعى على اُمّه انتقض زعمه أنّه كان لا يشغله شي ء عن سماع الحديث .
الفائدة التاسعة :
أخرج الحاكم في المستدرك ۳ بسنده عن مالك بن دينار قال : سألت سعيد بن جبير ، فقلت : ياأبا عبدالله من كان حامل راية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ قال : فنظر إليّ وقال : كأنّك رخِيّ البال؟! فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القرّاء فقلت : ألا تعجبون من سعيد ، إنّي سألته من كان حامل راية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ فنظر إليّ وقال : إنّك لَرَخِيّ البال .
قالوا : إنّك سألته وهو خائف من الحجّاج ، وقد لاذ بالبيت ، فسله الآن ، فسألته ، فقال : كان حاملها علي رضي الله عنه هكذا سمعته من عبدالله بن عبّاس .
قال الحاكم ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي وفيه طول ، فلم أخرجه ، انتهى .
1.باسم (أبو هريرة) وكذلك ألّف أحد أعلام العامة الشيخ محمود أبو رية كتاب شيخ المضيرة أبوهريرة ، في الموضوع نفسه وهو حافل لابد من مراجعته .
2.مسند أحمد ج۲ ص۳۳۰ .
3.المستدرك للحاكم ج۳ ص۱۳۷ .