الحديث السيوطي في الدرّ المنثور عمّن ذكرنا من الصحابة من كتب غير هذه التي ذكرنا ، وزاد : أنّه أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقّاص ، وابن حبّان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ، وابن مردويه عن أبي رافع .
فهذه الجملة تدلّ على أنّ الذي بلّغ براء ة هو علي عليه السّلام وأنّ الذي أرسله لذلك هو رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وأنّ أبا بكر عُزل عن ذلك .
ومن جملتها رواية أبي هريرة عند أحمد بن حنبل والحاكم كما ذكرنا من غير طريق الزهري ، فهي تخالف رواية الزهري ، ولهذه الجملة أنكرنا رواية الزهري .
الغرض الذي يتّهم به الزهري
يتّهم الزهري وأضرابه بسرقة فضائل علي عليه السّلام في مواضع عديدة ونسبتها لأبي بكر أو نحوه ، حرصاً على تفضيل أبي بكر ، وحسداً لعلي عليه السّلام وتحبّباً إلى النواصب والبكريّة والعثمانيّة ، وتقرّباً إلى ملوك بني اُميّة .
وقد أخرج أحمد في المسند ۱ بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : «يهلك اُمّتي هذا الحيّ من قريش ، قالوا : فما تأمرنا يارسول الله؟ قال : لو أنّ الناس اعتزلوهم» انتهى .
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل قال أبي في مرضه الذي مات فيه : اضرب على هذا الحديث فإنّه خلاف الأحاديث عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يعني قوله : «اسمعوا وأطيعوا واصبروا» انتهى .
قلت : يعني إنّه منكر من جهة معناه على مذهب أحمد بن حنبل ، فأمّا سنده فلا كلام فيه عندهم ، لأنّه هكذا : حدّثنا عبدالله حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت أبا زرعة يحدّث عن أبي هريرة عن