الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 141

عبدالمطلب ، فالزهري متّهم بتوليد السند على طريقة سرّاق الحديث .
مع أنّ رواية أبي هريرة لم تصحّ عنه ، وإن كان قد رواها مسلم وأخرجها الترمذي في جامعه وقال حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث يزيد بن كيسان ۱ ففي سندها يزيد بن كيسان وفيه كلام وخلاف .
وإن صحّت عن أبي هريرة فهي مرسلة ، لأنّ أبا هريرة لم يكن حاضراً وقت موت أبي طالب ، لتقدّم موته قبل الهجرة وتأخّر مجي أبي هريرة إلى عام خيبر بعد الهجرة بكثير .
فلعلّ الزهري شعر بذلك وأراد نصرته بتوليد سند آخر ولعلّ أبا هريرة أسقط الواسطة لكون الواسطة متّهماً لا تقبل روايته في هذا الباب كعمرو بن العاص الراوي أنّ آل أبي طالب ليسوا . . . إلى آخره .
فلعلّ الزهري فطن لذلك فولَّدَ له سنداً غريباً ، وقلت : «سنداً غريباً» لأنّ رواية الزهري له عن سعيد بن المسيّب عن أبيه المسيّب بن حزن عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وهذا المسيب لا نسلّم أنّه من الصحابة ، ولا هو معروف بالحديث عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلّا روايتين من طريق الزهري : إحداهما هذه ، والثانية عن المسيّب أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لأبيه حزن : ما اسمك؟ . . . الحديث ، لم يذكر أن المسيب سمعه من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ويحتمل أنّ أباه حزن أخبره به ، وإلّا رواية طارق عن ابن المسيّب عن أبيه أنّه بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الحديبية ، وأنّه كان حاضراً ذلك العام معهم فنسوا الشجرة من العام المقبل .
وطارق الراوي لهذا عن سعيد بن المسيب فيه خلاف في الجرح والتعديل ، ولعلّه وهم في هذه الرواية ، فقد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال : لقد رأيت الشجرة ثمّ أتيتها بعد فلم أعرفها ، فلعلّ هذا أصل رواية طارق توهّم منه

1.الجامع الصحيح ج۵ ص۳۴۱ .

صفحه از 229