من أبواب المسجد فقالوا : قصرت الصلاة ، وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلّماه . . . إلى آخره .
ففي هذه الرواية دليل على هيبة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى حدّ أنّه يعسر على أبي بكر وعمر أن يسألاه : هل قصرت الصلاة؟ فإذا قال : لماذا؟ قالا : لأنّك صلّيت ركعتين ، كما في الرواية نحو هذا عن ذي اليدين .
فإذا كانا قد هابا أن يكلّماه في هذه الحادثة ، فكيف لا يهاب عمر أن يثب إليه ويعترض عليه ويجادله ويكثر عليه ؟!
بل ذلك دليل على نكارة الرواية التي انفرد بها الزهري فهو المتّهم بها .
فصل
ومن ذلك ما أخرجه البخاري ۱ ومسلم ۲ من طريق الزهري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم إذ قال : ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي .
النكارة في هذه الرواية
نكارة مكشوفة لأنّ إبراهيم عليه السّلام لا يشكّ في إحياء الموتى ، لكمال عقله ونظره ومعرفته بالله وبقدرته وعدله وحكمته وصدق وعده واختصاصه بكمال معرفة المعجزات التي تكون للأنبياء ومشاهدة الآيات العظيمة ، قال الله تعالى : {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} فكيف يجوز أن يشكّ في إحياء الموتى؟ وهو الذي استسلم لحكم الله وسلّم لأمره وأذعن لذبح ولده! والذي رمى به أعداء الله في النار ، وروي أنّه قال له جبريل عند ذلك ـ وهو