فسقطوا وهلكوا ، ولو كان علماؤنا هؤلاء يصونون علمهم لكانت الاُمراء تهابهم وتعظّمهم .
فقال الزهري : كأنّك إيّاي تريد ، وبي تعرّض .
قال : هو ما تسمع . انتهى المراد .
وفي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ۱ أنبأنا جعفر بن إبراهيم الجعفري قال : كنت عند الزهري أسمع منه ، فإذا عجوز قد وقفت عليه [كذا] فقالت : ياجعفري ، لا تكتب عنه ، فإنّه مال إلى بني اُميّة ، وأخذ جوائزهم .
فقلت : مَن هذه؟ قال : اُختي رقيّة ، خرفت!
قالت : [بل] خرفتَ أنت كتمت فضائل آل محمّد . . . إلى آخره .
وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السّلام في الشافي ، في بحث رواية صلاة أبي بكر بالناس ، في مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : والزهري ، وهو لسان بني اُميّة والخاصّة لهشام بن عبدالملك الجبّار العنيد .
وقال عليه السّلام بعد ذلك الكلام بقليل : وابن شهاب مائل إلى الدنيا ، أعان الظلمة من بني اُميّة على ملكهم بعلمه ، وأصاب من دنياهم نصيباً وافراً . انتهى .
وهذا جرح من هذا الإمام العظيم بصيغة الجزم ، ومحقّق لسبب الجرح صحيح .
وأخرج ابن المغازلي في المناقب ۲ بسنده عن معمر عن الزهري حديثاً في فضل علي عليه السّلام ثمّ قال معمر : حدّثني الزهري ـ وقد حدّثني في مرضة مرضها ، ولم أسمعه يحدّث عن عكرمة قبلها أحسبه : ولا بعدها ـ فلمّا بلّ من مرضه ندم ، فقال : يايماني ، اُكتم هذا الحديث واطوه ، فإنّ هؤلاء ـ يعني بني اُميّة ـ لا يعذرون أحداً في
1.تاريخ دمشق ، ترجمة الإمام علي عليه السّلام ج۲ ص۷۳ .
2.المناقب للمغازلي ص۱۴۱ .