العلم بما قسم الله لهم حوائج دنياهم وآخرتهم ، ولا يستغني أهل الدنيا من أهل العلم لنصيبهم من العلم ، ثمّ حال الزمان فصار أهل العلم تبعاً لأهل الدنيا ، حيث كانوا ، فدخل البلاء على الفريقين جميعاً ، ترك أهل الدنيا النصيب الذي تمسكوا به من العلم حين رأوا أهل العلم قد جاء وهم ، وضيّع أهل العلم جسيم ما قسم لهم باتّباعهم أهل الدنيا .
قال الإمام : قلت ، وبالله التوفيق : هذا تصريح بجرح الزهري ، والجارح له هو أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج مولى الأسود بن سفيان التمار ، المديني القاضي الزاهد أحد الأعلام ، روى له الجماعة منهم البخاري ومسلم .
ومن الدليل على جرحه قوله تعالى : {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله} .
قلت : وأشار صاحب الكشّاف إلى الاستدلال على جرحه بقول الله تعالى : {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} الآية ، لأنّه ذكر قصّته السابقة في تفسير هذه الآية مثالاً للركون إلى الذين ظلموا .
قال الإمام في الاعتصام : وأخبار عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم :
منها ما رواه في أمالي أبي طالب عليه السّلام قال أخبرنا أبي رحمه الله قال أخبرنا عبدالله بن أحمد بن سلام قال أخبرنا أبي أحمد بن سلام قال حدّثنا محمّد بن منصور عن موسى بن حكم عن محمّد بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : «الفقهاء اُمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا .
قيل : وما دخولهم في الدنيا يارسول الله؟ قال : اتّباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم» .
ومنها ما رواه المرشد بالله عليه السّلام في أماليه قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن العبّاس بن غسّان بقراء تي عليه في جامع البصرة قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن العبّاس الأسفاطي قال حدّثنا محمّد بن سهل قال حدّثنا أبو