الزهري: أحاديثه و سيرته - صفحه 203

على ضلال ، وحديث اُمّ سلمة محتمل لهذا ، ولكن رواية الصحيحين واضحة في إثبات الارتداد ، خلاف رواية الزهري «ولا تردّهم على أعقابهم» .

الفائدة الحادية عشرة :

اعلم أنّ حديث الغدير رواه جمهور المحدّثين ولا تتّسع هذه الخاتمة لتعداد من أخرجه .
وقد ذكر في تهذيب التهذيب كلام صاحب تهذيب الكمال في ذكر رواته ، ثمّ قال ابن حجر : لم يجاوز المؤلّف ـ يعني مؤلّف تهذيب الكمال ـ ما ذكره ابن عبدالبرّ ، وفيه مقنع ، ولكنّه ذكر حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلّف فيه أضعاف من ذكر ، وصحّحه واعتنى بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيّاً أو أكثر . انتهى .
ونذكر هنا بعض التخريج لفوائد هامّة تدلّ على صحّة الحديث على شرط الشيخين .
أخرج أحمد في المسند ۱ قال حدّثنا حسين بن محمّد وأبو نعيم المعنى قالا حدّثنا فطر عن أبي الطفيل قال : جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحبة ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لمّا قام ، فقام ثلاثون من الناس ـ وقال أبو نعيم : ناس كثير ـ فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : نعم يارسول الله قال : «من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» .
هذا الحديث أخرجه أحمد بن حنبل من طرق كثيرة .
ومناشدة علي عليه السّلام والجواب عنه برواية الحديث رواها من طرق عديدة .
أمّا الحديث الذي نقلته هنا بسنده ، فقد ذكر السيّد عبدالله بن الهادي في كتابه حاشية كرامة الأولياء : أنّه صحيح على شرط البخاري ، بعد أن ترجم لرجال سنده .

1.مسند أحمد ج۴ ص۳۷۰ .

صفحه از 229