انجاب الثقات في فحول الرواة - صفحه 245

موثقين مع الاتّصال بالمعصوم صريحاً أو مفهوماً بالفحوى والأمارات ؛ والباعث على ذلك أنّ المتأخّرين لمّا طال تباعدهم عن زمن الأئمّة والرّواة ، واندرس في البين كثير من الشواهد والأمارات حتّى انحصر معظم أسباب الوثوق عندهم في وثاقته وتحرّزه عن الكذب ، ولم يعتمدوا على اعتماد جليل على رواية لأنّه يشبه التقليد والتبعيّة وهم بمعزل عنه بالكليّة ، ولتكثر الأجلاء واختلافهم في الأداء ولم يجدوا للشيخوخة ما يميّزوا الشيخ عن /9/ سائر العلماء ، قسّموا الرواية بهذا الاعتبار إلى أقسام أربعة :
واحد منها يكون الصحيح ، وقد أشار إلى هذه الطريقة للقدماء وبيّنها شيخنا البهائي في مشرق الشمسين ۱ ، ثمّ قال ما حاصله :
إنّ الباعث للمتأخّرين على عدولهم عن طريقة القدماء ووضع هذا الاصطلاح هو تطاول الأزمنة بينهم وبين الصدر السالف واندراس بعض الاُصول المعتمدة لتسلّط الظلمة من أهل الضلال والخوف من إظهاره وانتساخها ، وانضمّ إلى ذلك اجتماع ما وصل إليهم من الاُصول في الكتب المشهورة في هذا الزمان ، فالتبست المأخوذة من الاُصول المعتمدة بغيرها ، واشتبهت المتكررة فيها بغير المتكررة ، وخفي عليهم كثيرة من القرائن ، فاحتاجوا إلى قانون يتميّز به الأحاديث المعتبرة عن غيرها فقُرِّر هذا الاصطلاح ـ وقال : ـ أول من سلك هذا الطريق العلاّمة . ۲ انتهى .
فعلم من جميع ذلك سبب عدول المتأخّرين عن طريقة المتقدّمين ، ولا يترتّب على هذا /10/ قدح وطعن على من قرّر هذا الاصطلاح كما فعل بعض الأخباريّة مثل مولانا محمّد أمين الأسترآبادي ، لقد أساء الأدب بالنسبة إلى آية اللّه العلاّمة ، فكلّ صحيح عند المتأخّرين صحيح عند القدماء من غير عكس .

[ أصحاب الإجماع ]

إذا ظهر ذلك فقد جَمع أسماء الذين أجمع العلماء على تصحيح ما يصحّ عنهم شعرا السيد المكرّم والبدر المفخّم الفاضل الباذل الكامل البارع سيّد الأفاخر والأكابر

1.نقله عنه الميرزا القمي في قوانين الاُصول ، ص۴۸۴ .

2.في الهامش : وما قال شيخنا البهائي يبيّن سبب عدول المتأخرين عن طريقة القدماء بأحسن وجه ، وذم الأخباريين في العدول بعيد بمراحل .

صفحه از 403