سمعت يقول اللّه تعالى : « تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلاَفَسَادًا وَ الْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » .۱
اع لم أنّي لم أتوجّه أسوسهم واُقيم حدود اللّه فيهم إلاّ بإرشاد دليل عالم ، فنهجت فيهم بنهجه ، وسرت فيهم بسيرته .
واعلم أنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ لو أراد بهذه الاُمّة خيراً وأراد بهم رشداً لولّى عليهم أعلمهم وأفضلهم ، ولو كانت هذه الاُمّة خائفين ولقول نبيّ اللّه متّبعين وبالحقّ عاملين ما سمّوك أميرالمؤمنين ، «فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِى هَـذِهِ الْحَيَوةَ الدُّنْيَآ» ، ولا تغترّ بطول عفو اللّه [ عنك ]وتمديده بذلك من تعجيل عقوبته .
واعلم /119/ أنّه ستدركك عواقب ظلمك في دنياك وآخرتك ، وسوف تُسأل عمّا قدّمت وأخَّرت [ والحمد للّه وحده ] ». ۲
هذا مختصر من أحواله .
مقداد بن الأسود الكندي
وكان اسم أبيه عمرو ۳ البهراني ، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبنّاه فنسب إليه ، يكنى أبا معبد ، وهو ثاني الأركان الأربعة . ۴
وفي ( صه ) ۵ : أنّه عظيم القدر ، شريف المنزلة ، جليل ، من خواصّ علي [ عليه السلام ] .
علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قـال أبو جعفر[ عليه السلام ] : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان وأبوذر والمقداد . وقلت : فعمّار؟ قال : قد كان حاص حيصة ۶ ثمّ رجع . ثمّ قال : إن أردتَ الذي لم يشكّ ولم يدخله
1.سورة القصص ، الآية ۸۳ .
2.انظر : الاحتجاج ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ احتجاج سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب ؛ عنه في بحارالأنوار ج۲۲ ، ص۳۶۰ باب ۱۱ ح ۴ .
3.في المخطوطة : عمر . وما أدرجناه من مصادر ترجمته .
4.صرح بذلك في اختيار معرفة الرجال ، ص ۸۱ رقم ۷۹۷ ؛ رجال ابن داوود ، ص ۳۵۲ رقم ۱۵۶۵ .
5.خلاصة الأقوال ، ص ۱۶۹ رقم ۱ من الباب ۱۱ في الآحاد .
6.في الهامش : حاص حيصة أي مال ميلاً . أقول : في بعض النسخ : «حاص حيصة» كما في نسخة المؤلف ، وفي بعضها «جاض جيضة» ، قال العلامة المجلسي في البحار (ج ۲۲ ، ص ۴۴۰) بعد نقل الرواية : بيان : جاض عنه : حاد ومال . وفي بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه . وحاصوا عن العدو : انهزموا . انتهى كلام المجلسي .
ونقل عن الفائق أن حاص حيصة أي انحرف وانهزم . وفي الصحاح مادة (حيص) : عن الفراء : حاص عنه يحيص حيصا : عدل وحاد .