كما يظهر من التتبّع ظهوراً لا يبقى منه ريب ، فلو كان غالياً لما كان رضياً بذلك بل أطرداه كما في غيره ، وهذا يرجّح أخبار المدح ؛ لأن فيه أخبار المدح كثيرة ، وما نقلناه لعدم سعة هذا المختصر ۱ لها ويرفع التهمة .
والعجب عن الكشي من إتيانه برواية شريك الملعون قدحاً فيه .
وأمّا تركه الصلاة قال الكشي ۲ : وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد الفاريابي في كتابه ، حدّثني محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن الوهب وإسحاق بن عمّار ، قالا : خرجنا نريد زيارة الحسين ، فقلنا : لو مررنا بأبي عبداللّه المفضل بن عمر فعساه يجيء معنا ، فأتينا ۳ الباب فاستفتحناه فخرج إلينا فأخبرناه ، فقال : أستخرج الحمار . فأخرج فخرج إلينا [ وركب ]وركبنا ، فطلع الفجر علينا على أربعة فراسخ من الكوفة ، فنزلنا فصلّينا والمفضل واقفٌ لم ينزل يصلّي ، فقال : يا أبا عبداللّه ، /153/ لا تصلّي !؟ قال : صلّيت قبل أن أخرج من منزلي ! واعتذر عن ذلك .
وقوله : «صلّيت» تركه للصلاة مجاهرة ومخالفة لرفقائه ومكابرة ، ومكابرته بعيد ، واعتذاره بما اعتذر أبعد ، بأنّ الظاهر كون الحكاية موضوعة عليه ، وعلى تقدير الصحّة يمكن أن يكون في وقت خطابيّته ، لكنّه رجع ، واللّه أعلم .
وكذا الاعتذار عن «إسماعيل من بعدك» . قال : «أمرني المفضل» ، بأنّه لا يدلّ على الطعن عليه؛ لأنّه أراد أن يعرف الإمام بعده مع أنّه سمع أنّ الإمامة في الأكبر .
وبالجملة : يظهر من أخباره أنّه كان في الغالب على حسن العقيدة ، وعلى تقدير كونه خطابياً يكون ذلك في وقتٍ مّا ، فلا يضرّ نظراؤه كابن المغيرة وابن الوشاء وغيرهما ، فظهر الجواب عن سائر ما ورد في ذمّه بوروده في تلك الأوقات .
خرجت ممّا كنت بصدده .
***
1.انظر الأخبار الواردة في المفضل بن عمر في اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ، ص ۳۲۱ ـ ۳۲۹ رقم ۵۸۱ ـ ۵۹۸ .
2.رجال الكشي ، ص ۳۲۵ رقم ۵۸۹ .
3.في المخطوطة : فأتيت .