والنحوسات المنكوبات العباسيّة واهتمامه في ترويج الشريعة الغراء وكثرة الأسفار .
وسمعت من بعض الأعلام : لو لم يكن خواجه لم يكن دافع لشبهات الإمام الرازي العريض القفا ولا يكون له منكر في علماء المخالفين مع شدّة عداوتهم بالعلماء الاماميّة ، ولا يبعد أن يكون صدور تلك الأمور من شخص واحد في زمان قليل من الكرامات ، شكر اللّه مساعيه الجميلة بالنبي وآله .
***
اعلم : أنّ /182/ من كان له أدنى دربة ونظر من عين الإنصاف من غير عصبيّة واعتساف في أحوال كلّ واحد من علماء الإماميّة مرّة ، وفي أحوالات جميعهم اُخرى ، رأى أنّهم فحول وأبدال لا يكون لكلّ واحد منهم نظير في سالف الزمن واللاحق ، وصدّق قول النبي صلى الله عليه و آله : علماء اُمتي كأنبياء بني إسرائيل ۱ إن كان مقصوده منه عموماً ، وإن كان خاصاً ـ والمراد منهم الأئمة ـ لا أعلم أنّ بينهما نسبةً ، أو لابدّ أن يقال : «أفضل» كما في رواية اُخرى . ۲
وعلى كلا الوجهين : إنّهم سادات العلماء ورؤساؤهم ، وإنّهم مواليهم والأولى بالتصرّف بهم والي الجميع بحكم الآية الشريفة «وَاُولِي الأَمْرِ مِنْكُم»۳ وبتفسير المفسرين .
وبالجملة قلت : لا تخلو هذه الوريقات من ذكر بعضهم ، وإلا بالتفصيل والاستقصاء لا يكفي الدفاتر والمجلدات من الكتب ، وما دُوّن في أحوالاتهم يكون جميعه مختصرات ، كالفهرست والإيضاح والخلاصة والمجالس وكتاب /183/ العياشي والكشي والنجاشي وأمل الآمل وغير ذلك ، ولا يمكن الاستيعاب من دون شك
1.رواية مرسلة رواها العلامة الحلي في تحرير الأحكام ، ج۱ ، ص ۳۸ ؛ وعنه في المستدرك ، ج۱۷ ، ص ۳۲۰ ح ۲۱۴۶۸ ؛ وانظر : الصراط المستقيم ، ج۱ ، ص ۱۳۱ ؛ منية المريد ، ص ۱۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۲ ، ص ۲۲ ح ۶۷ .
2.فقد نقل عن مفتاح الفلاح للشيخ البهائي أنه قال صلى الله عليه و آله : علماء اُمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل . نقله في هامش بلغة الفقيه للسيد محمد بحر العلوم ، ج۳ ، ص۲۲۹ .
3.سورة النساء ، الآية ۵۹ . وانظر التفاسير الواردة ذيل الآية .