[ ترجمة المؤلف ]
وأنا العبد الأقل الأثيم الحقير المحتاج إلى عفو الغني القدير الصانع الخبير البصير ، علي نقى الشريف الترشيزي /۱۹۴/ اُريد أن أذكر شرذمة من كيفياتي وحالاتي :
أقول : إني ذهبت إلى الكتاب ۱ ، وكنت ابن سبع سنين ومضى زمان قليل ، مات والدي ووالدتي ، وتَرَكَتُهما ومخلّفاتهما في أيدي الأباعد والأقارب ، وتفرَّقَتْ كأيادي سبا ، وجئت بخُفَّيْ حُنين ۲ وبقيت صغيراً فقيراً في زحمات شديدة ونصبات وكيدة
۱.كذا ، ولعله : المكتب ، أو تقرأ : الكُتّاب . المراد منه مدرّس القرآن أو الألفباء الابتدائي على الرسم المعهود سابقا .
۲.في الهامش : «جئت بخُفّي حنين» من الأمثال المشهورة وأيادي سبا كذلك .
أقول : قال في لسان العرب (ج۱۳ ، ص ۱۳۳ مادة حنن) : وحنين : اسم رجل ، وقولهم للرجل : إذا ردّ عن حاجته ورجع بالخيبة : رجع بخُفَّي حنين . أصله أن حنينا كان رجلاً شريفا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف ، فأتى إلى عبد المطلب وعليه خفّان أحمران فقال : يا عم ، أنا ابن أسد بن هاشم . فقال له عبدالمطلب : لا وثياب هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع راشدا . فانصرف خائبا . فقالوا : رجع حنين بخُفَّيْه . فصار مثلاً .
وقال الجوهري : هو اسم إسكاف من أهل الحيرة ، ساومه أعرابي بخفين فلم يشترهما ، فغاظه ذلك وعلّق أحد الخفين في طريقه ، وتقدم وطرح الآخر وكمن له ، وجاء الأعرابي فرأى أحد الخفين فقال : ما أشبه هذا بخفّ حنين ! لو كان معه آخر اشتريته . فتقدم ورأى الخفّ الآخر مطروحا في الطريق ، فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الأول ، فذهب الإسكاف براحلته ، وجاء إلى الحي بخفي حنين .