المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 262

عن أولادها ، أو نشرق ۱ نحن ومحمّد بدمائنا ، ثمّ يديل الله عزّ وجلّ بنصره من يشاء .
قال له السيِّد : أربع ۲ على نفسك وعلينا أبا سبرة ! فإنَّ سَلَّ السيف يسلُّ السيوف ، وإنَّ محمَّداً قد بخعت له العرب وأعطته طاعتها ، وملك رجالها وأعنَّتها ، وجرت أحكامه في أهل الوبر ۳ منهم والمدر ۴ ورمقه الملكان العظيمان كسرى وقيصر ، فلا أراكم ـ والروح ! ـ لو نهد ۵ لكم إلاّ وقد تصدَّع عنكم من خفَّ معكم من هذه القبائل ، فصرتم جفاء كأمس الذاهب ، أو كلحم على وضم ۶ .
وكان فيهم رجل يقال له : جهير بن سراقة البارقي ، من زنادقة نصارى العرب ، وكان له منزلة من ملوك النصرانيّة ، وكان مثواه بنجران . فقال له : أبا سعاد ! قُل في أمرنا ، وأنجدنا برأيك . فهذا مجلس له ما بعده .
فقال : فإنّي أرى لكم أن تقاربوا محمّداً وتطيعوه في بعض ملتمسه عندكم ، ولينطلق وفودكم إلى ملوك أهل ملّتكم إلى الملك الأكبر بالروم ; قيصر ، وإلى ملوك هذه الجلدة السوداء الخمسة ـ يعني ملوك السودان ـ ملك النوبة ، وملك الحبشة

1.تشرق : تظهر . وتأتي بمعنى تطلع ، كما في النهاية لابن الأثير ۲/۴۶۴ . ولاحظ : لسان العرب ۱۰/۱۷۳ . وقوله : أو نشرق ـ على المجرّد ـ أي نظهر ، أو على التفعيل ; من قولهم : شرّق : إذا أخذ في ناحية المشرق ، قاله العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار ۲۱/۳۲۶ ـ ۳۲۷ ، ثم قال : ولعله تصحيف.

2.قولهم : أربَع على نفسك ـ بفتح الباء ـ أي ارفق بنفسك وكفّ ، كما في الصحاح ۳/۱۲۱۲ ، ثم قال : ] في صفحة : ۱۲۵۶ [ ويقال : ارق على ظَلعِك . أي ارْبع على نفسك ولا تحمل عليها أكثر ممّا تطيق . كما يقال : أربع على ظلعك . أي انتظر . والربع : المنزل والوطن ، سمِّي ربعاً لأنـّهم يربعون فيه . أي يطمئنون ، كما في كتاب العين ۲/۱۲۲ .

3.الوبر ، هو للإبل كالصوف للغنم ، وأهل الوبر كناية عن أهل البدو .

4.المدر : الطين ، وأهل المدر كناية عن أهل المدن والقرى ; لأن بنيانها يومذاك غالباً من المدر .

5.نهد إلى العدوِّ ـ كمنع ـ أي نهض . وتقدَّم ، كما في مجمع البحرين ۴/۲۷۹ . وغيره .

6.الوضم ـ بالتحريك ـ : كلّ شيء يجعل عليه اللحم من خشب وغيره . أو بارية يوقى به الأرض . كذا في بيان العلاّمة المجلسي . يقال : تركهم لحماً على وضم .أي أوقع بهم فذلَّهم وأوجعهم . لاحظ : غريب الحديث لابن سلام ۲/۳۵۴ ، والصحاح ۵/۲۰۵۳ ، والنهاية ۵/۱۹۹ . وغيرها .

صفحه از 251