كتاب مولد فاطمة سلام الله علیها - صفحه 189

۴۹.وروي مفروعا إلى سلمى اُمّ بني رافع قالت :كنت عند فاطمة بنت محمّد ـ صلى اللّه عليه وآله وعليها ـ في شكواها الّتي ماتت فيها ، فلمّا كان في بعض الأيام ـ وهي أخفّ ما نراها ـ فغدا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في حاجة وهو يرى يومئذٍ أنها أمثل ما كانت .
فقالت [ لي ] : يا أمة اللّه ، اسكبي لي غسلاً . ففعلتُ ، فاغتسلتْ كأشدّ ما رأيتها اغتسلت . ثمّ قالت لي : أعطيني ثيابي الجُدد . فأعطيتها فلبست ، ثمّ قالت : ضعي فراشي واستقبليني ثمّ قالت : إني قد فرغت من نفسي ، فلا اُكشَفَنَّ ، إني مقبوضة الآن . ثمّ توسّدتْ يدها اليمنى واستقبلت القبلة ، فقضت .
فجاء علي عليه السلام ونحن نصِيح ، فسأل عنها فأخبرتُه ، فقال : إذا ـ واللّه ـ لا تُكشف . فاحتملت في ثيابها فغُيِّبت . ۱

1.قال الإربلي : أقول : قد روي ابن بابويه هذا الحديث كما ترى ، وقد رواه أحمد بن حنبل . . . في مسنده (ج ۶ ، ص ۴۶۱) عن سلمى قالت : اشتكت فاطمة عليهاالسلام شكواها الّتي قُبضت فيها فكنت اُمرّضها ، فأصبَحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها ذلك ، وخرج علي عليه السلام لبعض حاجته . فقالت : يا اُمّاه ، اسكبي لي غسلاً . فسكبتُ لها غسلاً ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغسل ، ثمّ قالت : يا اُمّاه ، أعطيني ثيابي الجُدد . فأعطيتها فلبستْها ، ثمّ قالت : يا اُمّاه ، قدِّمي لي فراشي وسط البيت . ففعلْت ، فاضطجَعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدّها ، ثمّ قالت : يا اُمّاه ، إني مقبوضة الآن ، وقد تطهّرْتُ ، فلا يكشفْني أحد ، فقُبضت مكانَها . قالت [ سلمى ] : فجاء علي عليه السلام فأخبرته . قال الإربلي : واتفاقهما [ الصدوق وابن حنبل ] من طرق الشيعة والسنة على نقله ـ مع كون الحكم [ الشرعي الفقهي ]على خلافه ـ عجيب! فإنّ الفقهاء من الطريقين [ الشيعة والسنة ] لا يجيزون الدفن إلّا بعد الغسل ، إلّا في مواضع ليس هذا منه . فكيف روايا هذا الحديث ولم يُعلّلاه ، ولا ذكرا فقهه ، ولا نبّها على الجواز ولا المنع؟! و إنما استدلّ الفقهاء على أنّه يجوز للرجل أن يغسل زوجته : بأن عليّا عليه السلام غسل فاطمة عليهاالسلام ، وهو المشهور . كشف الغمة ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ . أقول : وكأنه غاب عن الإربلي أنّه نقله عن ابن بابويه غير مسند بل مرفوعا ، فهو عن السنة أيضا .

صفحه از 190