الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 180

(و ثامنها : المشهورُ ؛ وهو ما شاعَ عند أهل الحديث) خاصّةً دونَ غيرهم (بأن نَقَلَه) منهم (رواةٌ كثيرون) . ولا يَعْلَمُ هذا القسمَ إلاّ أهلُ الصناعة .
(أو عندهم وعندَ غيرهم ، كحديث : «إنّما الأعمال بالنيّات») ، وأمرهُ واضحٌ ، وهو بهذا المعنى أعمّ من الصحيح .
(أو عندَ غيرهم خاصّةً) ولا أصْلَ له عندهم ، (و هو كثيرٌ) .
قال بعضُ العلماء : أربعةُ أحاديث تدور على الألسن وليس لها أصْلٌ :
1 ـ «من بشّرني بخروج آذار بشّرته بالجنّة» .
2 ـ و«من آذى ذميّا فأنا خصمه يوم القيامة» .
3 ـ و«يومُ نحركم يومُ صومكم» .
4 ـ و«للسائل حقّ وإن جاء على فرس» ۱ .
(و تاسعها : الغريب) بقولٍ مطلق ؛ وهو : (إمّا) غريبٌ (إسنادا ومَتْنا) معا (و هو ما تفرّد برواية متنه واحدٌ ؛ أو) غريبٌ (إسنادا خاصّةً) لا مَتْنا (كحديثٍ يُعرف متنُه) عن (جماعةٍ) من الصحابة مثلاً أو ما في حكمهم (إذا انفردَ واحدٌ بروايته عن) آخرَ (غيرهم) ؛ ويُعبّر عنه بأنّه غريبٌ من هذا الوجه . ومنه غرائبُ المُخرِجين في أسانيد المتون الصحيحة .
(أو) غريبٌ (متنا خاصّةً ؛ بأن اشتهرَ الحديثُ المفردُ ، فرواه عمّن تفرّد به جماعةٌ كثيرةٌ ، فإنّه) حينئذٍ (يصيرُ غريبا مشهورا) وغريبا متنا ، لا إسنادا بالنسبة إلى أحد طرفي الإسناد ؛ فإنّ إسناده متّصفٌ بالغرابة في طرفه الأوّل ، وبالشهرة في طرفه الآخر .
(و حديث : «إنّما الأعمال بالنيّات») من هذا الباب ؛ فإنّه (غريبٌ في طرفه الأوّل) لأنّه ممّا تفرّد به من الصحابة عُمَرُ ـ وإن كان قد خَطَبَ به على المِنْبر فلم يُنْكَر عليه ، فإنّ ذلك أعمُّ من كونهم سمعوه من غيره ـ ثمّ تفرّد به عنه عَلْقمةُ ، ثمّ تفرّد به عن

1.حكاه عن أحمد بن حنبل ابن الصلاح في مقدّمته : ۱۶۱ ؛ والطيّبي في الخلاصة في أُصول الحديث : ۵۳ .

صفحه از 295