الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 207

ومغازي محمّد بن إسحاق ، فوضعتُ هذا الحديث حِسْبةً! ۱
و كان يقال لأبي عصمة هذا : الجامع ، فقال أبو حاتم بن حبّان : جمع كلَّ شيء إلاّ الصدق ۲ .
و روى ابن حبّان عن ابن مهدي قال : قلت لميسرة بن عبد ربّه : مِنْ أينَ جئتَ بهذه الأحاديث : «مَنْ قرأ كذا فله كذا»؟ فقال : وضعتُها أُرَغِّبُ الناسَ فيها ۳ .
و هكذا قيل في حديث أبي الطويلِ في فضائل سور القرآن سورةً سورةً ۴ ، فرُوي عن المؤمّل بن إسماعيل قال : حدّثني شيخٌ به ، فقلتُ للشيخ : مَنْ حدّثك؟ قال : حدّثني رجل بالمدائن ، وهو حيٌّ ؛ فصرتُ إليه فقلتُ : مَنْ حدّثك؟ فقال : حدّثني شيخٌ بواسِط ، وهو حيٌّ ؛ فصرتُ إليه فقال : حدّثني شيخٌ بالبصرة ؛ فصرتُ إليه فقال : حدّثني شيخٌ بعبّادان ، فصرتُ إليه ، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا ، فإذا فيه قومٌ من المتصوّفة ومعهم شيخٌ ، فقال : هذا الشيخ حدّثني . فقلتُ : يا شيخُ ، مَنْ حدّثك؟ فقال : لم يحدّثني أحدٌ ، ولكنّا رأينا الناسَ قد رَغِبُوا عن القرآن ، فوضعْنا لهم هذا الحديثَ ليصرِفوا قلوبَهم إلى القرآن!الموضوعات لابن الجوزي 1 : 241 ؛ تدريب الراوي 1 : 288 ؛ وانظر فتح المغيث للسخاوي 1 : 304 مع التعليقات .
و كلّ مَنْ أودعَ هذه الأحاديثَ تفسيرَه ، كالواحدي والثعلبي والزمخشري ، فقد أخطأ في ذلك ، ولعلّهم لم يطّلعوا على وضعه ، مع أنّ جماعةً من العلماء قد نبّهوا عليه . وخَطْبُ مَنْ ذكره مُسْنَدا كالواحدي أسْهَلُ .
(و وضعت الزنادقةُ) كعبد الكريم بن أبي العوجاء الذي أمرَ بضرب عنقه محمّد بن سليمان بن عليّ العباسي ، وبُنان الذي قتله خالد القَسْريّ وأحرقه بالنار ۵ ،

1.جامع الأُصول ۱ : ۱۳۷ ؛ مقدّمة ابن الصلاح : ۸۱ ؛ الخلاصة في أُصول الحديث : ۷۶ ؛ فتح المغيث ۱ : ۳۰۳ .

2.تدريب الراوي ۱ : ۲۸۲ ؛ فتح المغيث ۱ : ۳۰۴ .

3.تدريب الراوي ۱ : ۲۸۳ ؛ الموضوعات لابن الجوزي ۱ : ۲۴۰ ـ ۲۴۱ .

4.رواه ابن الجوزي في الموضوعات ۱ : ۲۳۹ .

5.تدريب الراوي ۱ : ۲۸۴ وفيه : «بيان» بدل «بنان» .

صفحه از 295