الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 208

(و الغُلاة) من فِرَق الشيعة ، كأبي الخطّاب ، ويونُس بن ظَبْيان ، ويزيد الصائغ ، وأضرابهم ، (جُملةً) من الحديث ؛ ليُفسدوا به الإسلامَ ، وينصُروا به مذهبهم .
روى العُقَيلي عن حمّاد بن زيد قال : وضعت الزنادقةُ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأربعةَ عشر ألف حديث ۱ .
و روي عن عبد اللّه بن زيد المقري : أنّ رجلاً من الخوارج رَجَعَ عن بدعته فجعلَ يقولُ : انظروا هذا الحديث عمّن تأخذونه ؛ فإنّا كُنّا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا! ۲
(ثمّ نَهَضَ جهابِذَةُ النُقّاد) جَمْع جَهْبَذ وهو الناقد البصير (بِكَشْفِ عَوارها) ـ بفتح العين وضمّها ، والفتح أشهر ـ وهو العَيْب ، (و محو عارها) ؛ فللّه الحمد ، حتّى قال بعض العلماء : ما ستر اللّه أحدا يكذبُ في الحديث ۳ .
(و قد ذهبت الكراميّةُ) ـ بكسر الكاف وتخفيف الراء ، أو بفتح الكاف وتشديد الراء ، أو فتح الكاف وتخفيف الراء ، على اختلاف نقل الضابطين لذلك ـ وهم : الطائفة المنتسبون بمذهبهم إلى محمّد بن كرام ، (و بعضُ المُبتدعة) من المتصوّفة ، (إلى جواز وضع الحديث للترغيب والترهيب) ؛ ترغيبا للناس في الطاعة ، وزَجْرا لهم عن المعصية .
و استدلّوا بما رُوي في بعض طُرق الحديث : «مَنْ كَذبَ عليَّ متعمِّدا ليضلّ به الناسَ فليتبوّأ مقعدَه من النار» . وهذه الزيادة ۴قد أبطلَها نَقَلةُ الحديث ۵ .
و حملَ بعضُهم حديثَ «مَنْ كَذبَ عليّ» على مَنْ قال : إنّه ساحرٌ أو مجنونالموضوعات لابن الجوزي 1 : 94 ؛ فتح المغيث 1 : 306 . .
حتّى قال بعض المخذُولين : إنّما قال : «مَنْ كَذبَ عليَّ» ، ونحن نكذِبُ له

1.الضعفاء الكبير ۱ : ۱۴ . وفيه : «اثني عشر ألف حديث» ؛ تدريب الراوي ۱ : ۲۸۴ ؛ وفتح المغيث ۱ : ۳۰۰ مع التعليقات .

2.تدريب الراوي ۱ : ۲۸۵ ؛ فتح المغيث ۱ : ۳۰۱ مع التعليقات .

3.الموضوعات لابن الجوزي ۱ : ۴۸ .

4.أي زيادتهم عبارة «ليضلّ به الناس» .

5.الموضوعات لابن الجوزي ۱ : ۹۶ ـ ۹۷ ؛ فتح المغيث للسخاوي ۱ : ۳۰۵ و۳۰۶ .

صفحه از 295