الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 232

في المغربِ بالطُورِ ۱ ، وكان قد جاء في فِداء أُسارى بدرٍ ۲ . فتحمّله كافرا ثمّ رواه بعد إسلامه .
و كذلك رؤيتهُ له صلى الله عليه و آله وسلم واقفا بعرفة قبل الهجرة ۳ . ورواية أبي سُفيان في حديثه مع هِرَقْل ۴ . وغيرِها .
(و) لا (البلوغُ) فيصحُّ تحمُّل مَن دونَه (على الأصحِّ .
و قد اتّفقَ الناسُ على روايةِ جماعةٍ من الصَحابة عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قبل البلوغِ ، كالحسنَين) عليهماالسلام ؛ فقد كان سِنُّ الحسنِ عليه السلام عند موت النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم نحوَ الثماني سنين ، والحسين عليه السلام نحو السبع ، (و) عبد اللّه (بن عبّاس و) عبد اللّه (بن الزُبَيْر والنُعْمانِ بن بَشيرٍ) والسائب بنِ يزيدَ ، والمِسْوَر بن مَخْرَمَة (و غيرِهم) وقبلوا روايتَهم من غير فرقٍ بين ما تحمّلوه قبلَ البلوغِ وبعدَه .
(و لم يزل الناس يُسمِعونَ الصِبيان) ويحضرونَهم مجالسَ التحديثِ ، ويعتدّون بروايتهم لذلك بعد البلوغِ .
و خالفَ في ذلك شذوذٌ فشرطوا فيه البلوغَ .
(نعم ، تحديدُ قومٍ سنَّهم) المسوّغَ للإسماع (بعشر سنين أو خمس) سنين (أو أربع) ونحوه ۵
(خَطأٌ ؛ لاختلاف الناسِ في مَراتِبِ الفهمِ والتمييزِ) ؛ فمن فَهِمَ الخطابَ وميّز ما يَسْمَعه صحّ سماعُه وإنْ كان دونَ خمسٍ ، ومَنْ لم يكن كذلك لم يصحَّ وإن كان ابنَ خمسين .
و قد ذكر الشيخُ الفاضلُ تقيُّ الدين الحسنُ بنُ داودَ : أنّ صاحبَه ورفيقَه السيّد

1.صحيح البخاري ۱ : ۲۶۵ / ۷۳۱ و۴ : ۱۴۷۵ / ۳۷۹۸ و۴۵۷۳ ؛ صحيح مسلم ۱ : ۳۳۸ / ۴۶۳ باب ۳۵ من كتاب الصلاة .

2.المغازي للواقدي ۱ : ۱۳۰ و۱۳۹ .

3.في المغازي للواقدي ۲ : ۱۱۰۲ : «و قال جبير بن مطعم : رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقف بعرفةَ قبل النبوّة ، وكانت قريش كلّها تقف بجمع ، إلاّ شيبة بن ربيعة» .

4.تاريخ الطبري ۲ : ۶۴۶ ـ ۶۴۹ ؛ الكامل في التاريخ ۲ : ۲۱۱ ـ ۲۱۲ في ذكر ما كان من الأُمور سنة ستّ من الهجرة .

5.نقل هذه الأقوال الطيّبي في الخلاصة في أُصول الحديث : ۹۷ ـ ۹۸ .

صفحه از 295