الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 277

رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ليس الخبر كالمعاينة» ۱ .
فهذا أكثر ما اتّفق لنا روايته من الأحاديث المسلسلة بالآباء .
(و إن اشترك اثنان عن شيخٍ وتقدّم موت أحدهما) على الآخر (فهو) النوع المسمّى : (السابِق واللاحق) .
و أكثر ما وقفنا عليه في عصرنا من ذلك ستّ وثمانون سنة ؛ فإنّ شيخنا المبرور نور الدين عليّ بن عبد العالي الميسيّ والشيخ الفاضل ناصر بن إبراهيم البويهي الأحسائي ، كلاهما يروي عن الشيخ ظهير الدين محمّد بن الحسام ، وبين وفاتيهما ما ذكرناه ؛ لأنّ الشيخ ناصر ۲ البويهي توفّي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ، وشيخنا تُوفّي سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة .
و أكثر ما بلغنا قبل ذلك من طرق الجمهور ما بين الراويين في الوفاة مائة وخمسون سنة ؛ فإنّ الحافظ السلَفيّ سمع منه أبو عليّ البَرداني ـ أحد مشايخه ـ حديثا ، ورواه عنه ومات على رأس الخمسمائة ، ثمّ كان آخر أصحاب السلَفيّ بالسماع سبطُه أبو القاسم عبد الرحمان بن مكّي ، وكانت وفاتُه سنة خمسين وستمائة ۳ .
و غالب ما يقع من ذلك أنّ المسموعَ منه قد يتأخّر بعد أحد الراويين عنه زمانا حتّى يسمع منه بعضَ الأحداث ، ويعيش بعد السَماع منه دهرا طويلاً فيحصل من مجموع ذلك نحو هذه المُدَد .
(و الرواة إن اتّفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم فصاعدا ، واختلفت أشخاصهم) سواءٌ اتّفق في ذلك اثنان منهم أو أكثر ، (فهو) النوع الذي يقال له : (المُتَّفِق والمُفْتَرِق) أي المتّفقُ في الاسم ، المفترقُ في الشخص .
و فائدة معرفته : خشية أنْ يُظَنَّ الشخصان شخصا واحدا .

1.رواه السخاوي في فتح المغيث ۴ : ۱۹۲ .

2.تقدّم منّا أنّ المحدّثين جرت عادتهم على حذف أشياء في الكتابة دون القراءة ، منها ألف المنصوب .

3.راجع فتح المغيث للسخاوي ۴ : ۱۹۶ ، وتدريب الراوي ۲ : ۲۶۴ .

صفحه از 295