الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 280

فضلِ تكلّفٍ ، ويحتاج تتبّعُه إلى إطناب يَخرج عن الغرض من الرسالة .
(و إن اتّفقت الأسماء خطّا واختلفت نطقا) سواءٌ كان مَرجِعُ الاختلاف إلى النُقَطِ أم الشكل (فهو) النوع الذي يقال له : (المُؤتَلف والمُختلِف) .
و معرفتُه من مهمّات هذا الفنّ ، حتّى أنّ أشدَّ التصحيف ما يقع في الأسماء ؛ لأنّه شيء لا يدخله القياس ، ولا قبْلَه شيءٌ يدلّ عليه ولا بعدَه ، بخلاف التصحيف الواقع في المتن .
و هذا النوعُ منتشرٌ جدّا لا يضبط تفصيلاً إلاّ بالحفظِ .
مثاله : جَرير ، وحَريز . الأوّل بالجيم والراء ، والثاني بالحاء والزاي .
فالأوّل : جَرير بن عبد اللّه البجلي ، صحابيٌّ .
و الثاني : حريز بن عبد اللّه السجستاني ، يروي عن الصادق عليه السلام .
فاسم أبيهما واحد ، واسمهما مؤتلف ، والمائز بينهما الطبقة كما ذكرناه .
و مثل : بُرَيد ، ويَزيد ؛ الأوّل بالباء والراء ، والثاني بالياء المثنّاة والزاي . وكلٌّ منهما يُطلق على جماعةٍ .
و المائز قد يكون من جهة الآباء ؛ فإنّ «بُريد» بالباء الموحّدة : ابنُ معاوية العجلي ، وهو يروي عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، وأكثر الإطلاقات محمولةٌ عليه ، و«بُريد» أيضا بالباء : الأسلميُّ ، صحابيٌّ ، فيتميّز عن الأوّل بالطبقة .
و أمّا «يَزيد» بالمثنّاة من تحت ، فمنه يزيد بن إسحاق شَعر ، وما رأيتَه مطلَقا فالأب واللقب مميّزان . ويزيد أبو خالد القمّاط يتميّز بالكنية وإن شاركا الأوّلَ في الرواية عن الصادق عليه السلام . وهؤلاء كلُّهم ثقاتٌ .
و ليس لنا «بُريد» ـ بالموحّدة ـ في باب الضعفاء ، ولنا فيه «يزيد» متعدّدا ، ولكن يتميّز بالطبقة والأب وغيرهما ، مثل : يزيد بن خليفة ، ويزيد بن سليط ، وكلاهما من أصحاب الكاظم عليه السلام .
و مثل : بُنان ، وبَيان . الأوّل بالنون بعد الباء ، والثاني بالياء المثنّاة بعدها .

صفحه از 295