الرعاية لحال البداية في علم الدراية - صفحه 284

فصار مولاه ، أو أعتقه رجلٌ فصار مولاه ؛ فالمعتِقُ ـ بالكسر ـ مولى من أعلى ، والمعتَقُ ـ بالفتح ـ مولى من أسفل .
(أو بالحِلْف) ـ بكسر الحاء ـ وأصله : المعاقَدةُ والمعاهَدةُ على التَعاضُدِ والتساعُدِ والاتّفاقِ ، ومنه الحديث : «حالَفَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله بين المهاجرين والأنصار مرّتين» ۱ ؛ أي آخى بينَهم . فإذا حالَفَ أحدٌ آخرَ صار كلٌّ منهما مولى الآخرِ بالحِلْف .
(أو بالإسلام) فمن أسلم على يد آخَرَ كان مولاه ؛ يعني بالإسلام .
و فائدتُه : معرفة الموالي المنسوبين إلى القبائل بوصْفٍ مطلقٍ ؛ فإنّ الظاهر في المنسوبِ إلى قبيلةٍ ـ كما إذا قيل : فلانٌ القرشي ـ أنّه منهم صليبةً . وقد تكون النسبةُ بسبب أنّه مولى لهم بأحد المعاني ، والأغلب مولى العتاقة .
و قد يُطلق المولى على معنى رابعٍ : وهو الملازمة ، كما قيل : «مِقْسَم مولى ابن عباس» ؛ للزومه إيّاه .
و خامسٍ : وهو مَنْ ليس بعربي ، فيقال : «فلانٌ مولى» و«فلان عربي صريح» . وهذا النوع أيضا كثير .
و مَرجِعُ الجميعِ إلى نصّ أهل المعرفةِ عليه . وفي كتب الرجال تنبيهٌ على بعضه .
(و معرفةُ الإخوة والأخوات) من العلماء والرواة .
و فائدة معرفته : زيادة التوسّع في الاطّلاع على الرواة وأنسابهم . وقد أفردوه بالتصنيف للاهتمام بشأنه لذلك .
فمثال الأخوين من الصحابة : عبد اللّه بن مسعود وعتبة بن مسعود ، أخوان . وزيد بن ثابت ويزيد بن ثابت ، أخوان .
و من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام : زيدٌ وصَعْصَعةُ ، ابنا صُوحان ؛ ورِبعيّ ومسعودٌ ، ابنا حِراش العَبْسيّان .
و من التابعين : عمرو بن شُرَحْبيل أبو ميسرة ، وأرقم بن شرحبيل ، أخوان فاضلان

1.سنن أبي داود ۳ : ۱۲۹ / ۲۹۲۶ .

صفحه از 295