وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 338

هممٌ لم تزلْ لهام المعاليمُقَلاً (عن أوْبِها) 1 لا تنامُ
ولقدْ أوطأتْكَ ذِرْوةَ مجدٍ
لا تُسامى ورُتْبةً لا تُسامُ

فصّلتْ هذهِ المساعي غِيَر القَوْ
لِ فَضَلّتْ في وصفها الأفْهامُ

وكيفَ لا يكونُ كذلك وهو ثمرةُ غُصن شجرةٍ «أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ » 2 لدى العزيز الغفور «زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَ لاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ» 3 ؟!
فماذا عسى بمثلي أنْ يُطْرِيَ ويقول ، بعدَ مدح اللّه لهذه الشجرةِ والرسول؟! لكنّي أتبرّكُ فأقولُ إجمالاً وإجلالاً ، وإن استلزم للقصور إخلالاً : هِيَ شَجَرةٌ أُصولُها في التُخُوم ، وفُرُوعُها في النُجُوم ؛ فهم غُيُوثُ غاماتٍ في الجَدْب ، ولُيُوثُ غاباتٍ في الحَرْب ، وصُدُورُ مجالس المعالي ، وبُدُورُ حنادِسِ الليالي ، وجُنّةُ الخائِفِ والجاني ، وجَنّة الحارفِ والجاني ، وسَماءُ السُمُوّ والعَلاء ، وسِمام السَماح والعَطاء ؛ أقوالُهم أشْهَرُ من يوم بَدْر ، وأفعالُهم أنْوَرُ من ليلة القَدْر .

قد فُتِّشَتْ أنسابُكُممذْ كانَ آدمُ في الوجودِ
فرجحتموا كلّ الأنام بِخِصْلتَيْ فضلٍ وَجودِ
كيف لا؟ وهم معدنُ عهده ... ] 4 .
واللّه حَسْبي ونِعْمَ الوكيل .

1.كذا استظهرنا ما بين القوسين ، والأوب : القصد والعادة والجهة . وكان في النسخة : «عراوها» وهو تصحيف .

2.اقتباس من سورة إبراهيم (۱۴) : ۲۴ .

3.اقتباس من سورة النور (۲۴) : ۳۵ .

4.ما بين المعقوفين ، من قوله : وممّا حثّني ... إلى هنا ، لا يوجد في بعض النسخ المخطوطة ، وفي هذا المقطع كلمات لم نحرّرها ، ويبدو أنّ الكلام مبتور .

صفحه از 515