وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 383

ومَنْ كان يُؤْثِرُ أهلَهُ بالأموال العظيمة من بيت مال المسلمين ، حتّى دفع إلى أربعة زوّجهم بناته أربعمائة ألف دينار ، وأعطى مروان مائة ألف دينار ۱ .
ومَنْ عَطَّلَ الحدَّ الواجبَ على عُبيد اللّه بن عمر حيثُ قَتَلَ الهُرْمَزانَ مسلما ، وكان قد أوصى عمرُ بقتله ، فدافَعَ عُثمانُ عنه وحمله إلى الكوفة وأقطعه بها دارا وأرضا ، ونَقِمَ عليه المسلمون في ذلك ۲ .
ومَنْ تَبَرَّأَ منه كلُّ الصحابة ، فكانوا بين قاتلٍ له وراضٍ ، حتّى تركوه بعد قتله ثلاثةَ أيّامٍ بغير دفنٍ ، ومنعوا من الصلاة عليه ۳ .
وحكمُه بغير ما أنزل اللّه وبِدَعُهُ أكثرُ من أنْ تُحْصَرَ .

فصلٌ

ومنهم مَنْ هو رأسُ الفئة الباغية ، بإخبار النبيّ في قتل عمّار ، وأنّه يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار ۴ .
ومَنْ هو دعيٌّ ابن دعيٍّ ، روى هشام بن السائب الكلبيّ قال :
كان معاويةُ لأربعة نفرٍ : لعمارة بن الوليد ، ولمسافر بن أبي عمرو ، ولأبي سفيان ، ولرجل سمّاه . وكانت أُمّه هندٌ من المُغْتَلمات ، وكان أحبَّ الرجال إليها السُودان ، وكانت إذا ولدتْ أسودَ قَتَلَتْهُ . وحَمامَةُ جَدَّةُ معاوية كانتْ من ذوات الرايات ـ أي الغايات ـ في الزنا ۵ .
ومَنْ دعا عليه النبيُّ فقال : «لا أشْبَعَ اللّهُ بَطْنَهُ!» ، واستجيبتْ دعوةُ النبيّ فيه ، واشتهر ذلك فكانَ لا يَشْبَعُ ۶ .

1.السيرة الحلبيّة ۲ : ۷۸ ؛ العقد الفريد ۴ : ۲۶۳ .

2.السنن الكبرى للبيهقي ۸ : ۶۲ ؛ تاريخ اليعقوبي ۲ : ۱۶۳ .

3.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ۲ : ۱۵۸ .

4.المسند لأحمد بن حنبل ۶ : ۲۳۲ ح ۱۷۷۹۳ ؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم ۳ : ۴۳۵ ح ۱۲۵۵ .

5.الطرائف : ۵۰۱ ؛ وقريب منه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ۱ : ۳۳۶ ؛ وعنه في بحار الأنوار ۳۳ : ۲۰۰ .

6.صحيح مسلم ۴ : ۲۰۱۰ ، ح ۹۶ .

صفحه از 515