وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 384

وكان النبيُّ يستغفرُ لقومه عموما وخصوصا ، ولهذا جاء قوله تعالى : «إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»۱ . فلو لم يكن من أشدّ المنافقين نفاقا ما دعا عليه خصوصا ، وهو يدعو لهم عموما .
ومَنْ حارَبَ عليّا ـ الذي جاء فيه ما تلوناهُ ـ طلبا لزهرة الحياة الدنيا ، وزهدا في اللّه والدار الآخرة .
وتعظيمُ عليٍّ ثَبَتَ بضرورة الدين، ووجوب طاعته ثَبَتَ لكونه مولى المؤمنين .
ومَنْ لم يزلْ مشركا مدّةَ كون النبيّ مبعوثا ؛ يكذّبُ بالوحي ، ويهزأُ بالشرع ، فالتجأ إلى الإسلام ـ لمّا هَدَرَ النبيُّ دَمَهُ ، ولم يجد ملجأً ـ قبل موت النبيّ بخمسة أشهر .
ومَنْ روى عبدُ اللّه بن عمر في حقّه ، قال : أتيتُ النبيَّ فسمعتُهُ يقولُ : «يطلعُ عليكم رجلٌ يموتُ على غير سنّتي» . فطلعَ معاويةُ ۲ .
وكان النبيُّ يخطبُ ، فأخَذَ معاويةُ بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة ، فقال النبيُّ : «لَعَنَ اللّهُ القائدَ والمقودَ» ۳ .
ومَنْ سنّ السبَّ على عليّ بن أبي طالب ، وقد ثَبَتَ تعظيمُه بالكتاب والسنّة . وسَبُّهُ بعدَ موته يدلُّ على غِلٍّ كامِنٍ وكُفْرٍ باطِنٍ .
ومَنْ سَمَّ الحسنَ على يَدِ زوجته بنت الأشعث ، ووعدها على ذلك مالاً جزيلاً ، وأنْ يزوّجَها يزيدَ ، فوفى لها بالمال فقط .
ومَنْ جعلَ ابنَهُ يزيدَ الفاسقَ وليَّ عهده على المسلمين ، حتّى قَتَلَ الحسينَ وأصحابَه وسبى نساءَهُ ، وتظاهَرَ بالمناكر والظلم وشرب الخمر ، وهَدَمَ الكعبةَ ، ونَهَبَ المدينةَ ، وأخاف أهلها ، وأباح نساءها ثلاثة أيّام .
وكَسَرَ أبوه ثَنِيَّةَ النبيّ ، وأكلتْ أُمّه كَبِدَ حمزة ۴ .

1.سورة التوبة (۹) : ۸۰ .

2.نهج الحق : ۳۱۰ .

3.المعجم الكبير للطبراني ۱۷ : ۱۷۶ ؛ أُسد الغابة لابن الأثير ۳ : ۷۶ .

4.الدرّ المنثور ۳ : ۱۶۸ ؛ البداية والنهاية ۴ : ۴۲ .

صفحه از 515