وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 419

فيها بالجواب ، ثمّ يجيبه بعدما نسخ ذلك الجواب؟! فنسخت الأحاديثُ بعضُها بعضا» ۱ .
ومثل ذلك أيضا ورد عن عليّ عليه السلام ۲ .
ثمّ منه ما عُرِفَ بتصريح الرسول ، ك «كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور ، فزُورُوها» ۳ .
ومنه ما يُعلَم بقول الصحابيّ ، ك «كان آخِرُ الأمرين من رسول اللّه تركَ الوضوء ممّا مسّته النارُ» ۴ .
ومنه ما عُرِفَ بالتاريخ .
ومنه ما عُرِفَ بدلالة الإجماع ، والإجماع لا يَنْسَخُ ولا يُنْسَخُ ، ولكنّه يدلُّ على ناسخٍ .
وهذان النوعان لا يوجدان في أحاديث أئمّتنا عليهم السلامأصلاً ؛ لعدم النسخ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوإنّما هم مثبتون لما استقرَّ عليه الشرعُ .
نعم ، قد يدلُّ حديثُهم على أنّ بعضَ الأحاديث أو بعض الأحكام المستفادة من السنّة قد نُسِخَتْ ، لا أنّها هي بنفسها ناسخةٌ .

أصل [ 7 ] : [معرفة المُصَحَّف والمُحَرَّف]

ومن المهمّ أيضا على الفقيه والمحدّث معرفةُ «المُصَحَّف» و«المُحَرَّف» ، وقَلَّ أن يتنبهَ له إلاّ الحُذّاقُ ، ويكون في الإسناد والمتن .

1.الكافي ۱ : ۶۵ ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح ۳ .

2.الظاهر أنّه يريد الحديث الأوّل من «باب اختلاف الحديث» الذي أخرجه في الكافي ۱ : ۶۲ .

3.سنن ابن ماجة ۱ : ۵۰۱ ، ح ۱۵۷۱ .

4.سنن أبي داود ۱ : ۴۹ ، ح ۱۹۲ ؛ سنن الترمذي ۱ : ۱۱۹ .

صفحه از 515