وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 456

كان الكلُّ عن الحسين بن سعيد .
وإن اختلفَ رجالُ السند المرويّ عنهم ، فالأولى ذكرُ السند إلى كلّ واحدٍ منهم أوّلاً ، ثمّ يقول : «وبالسند المتقدّم إلى فلانٍ» إذا كان قد تقدّمَ ذكرُ السند .
وإنْ كان القارئُ التلميذَ ، فكذلك الأولى أنْ يذكر أوّلَ المجلس السندَ المتّصلَ بأوّل السند المذكور ، ثمّ يقول : «وبسندكم المتقدّم إلى الحسين بن سعيد» أي : أروي عنكم بسندكم إليه .
ولو حُذِفَ كلُّ ذلك أمكن صحّةُ الرواية أيضا ؛ لأنّ المرادَ معلومٌ .
ولو لم يذكر أوّلَ الكتاب أو المجلس السندَ ، وقال الشيخُ والقارئُ : «وبسندي إلى فلان» أو «بسندكم إلى فلان» كفى ذلك .
وكذا إذا كان السندُ متّصلاً بالمصنّفين ـ كما في الكافي وكثير من التهذيب ـ يقول الشيخُ إذا قرأ : «وبسندي المتّصل إلى محمّد بن يعقوب ـ مثلاً ـ قال : أخبرنا عدّةٌ من أصحابنا» . ولو حَذَفَ «قال» جازَ ؛ للعلم به .
وإنْ كان القارئُ التلميذَ قال : «وبسندكم إلى فلان قال : أخبرنا فلان» إلى آخره ، وإنْ لم يكن حاضرا في ذهنه رجالُ السند وترتيبهم ؛ لأنّ العلم الإجمالي كافٍ ، ولكنّ الأولى ما قدّمناه من التبيين .
الثالثة : قد جرتْ عادةُ المحدّثين أنْ يذكروا أسماء شيوخهم وأنسابهم ويعرّفوهم بما يقتضيه الحال ويرفع عنهم الجهالة في أوّل الحديث إذا رووه مفردا ، ولو كان كتابا تامّا جاز استيفاء ذلك في أوّل الكتاب والاقتصار في الباقي على ما يرفع اللبس ، حتّى الإضمار كافٍ مع أمنه .
وأمّا باقي الشيوخ ، فالواجبُ ذكرُ كلّ شيخٍ بما يرفعُ الجهالة عنه ، إلاّ أن يكون كثير التكرّر بحيث يكفي مجرّد الاسم في فهمه ؛ فإنّ تكرير ذلك يُستهجَنُ ؛ إذْ هو تطويلٌ بغير فائدةٍ .
ولا ينبغي متابعةُ الشيخ إذا كان قد أجملَ والمحلُّ يحتاجُ إلى البيان ، بل يجبُ بيانُه بما يرفع الجهالة عنه وإنْ كان الشيخُ قد اختصرَ ذلك ؛ لأنّ الشيخَ ربّما اعتمدَ على فهمه

صفحه از 515