وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 468

منكم خلافُه؟! قال : «إنّ الحديثَ يُنْسَخُ كما يُنْسَخُ القُرآنُ» ۱ .
ونحو ذلك من الأحاديث .
فهذا هو السرُّ في اختلاف الأحاديث بينَ العامّة خاصّةً ، وبينَنا وبينَهم أيضا ؛ لأنّ أئمّتنا عليهم السلاملم يُرَوُّونا إلاّ الحقَّ ممّا قد اختَلفَ فيه الصحابةُ ، فخالفَ بعضُ أحاديثنا كلَّ ما رُوِيَ عنهم على غير وجهه .
وأمّا سبب اختلاف الحديث في ما بينَنا فقط :
فبعضُه قد يكونُ بعضا ممّا سبق ؛ فإنّه كان ممّن يُسمّي نفسَه باسم الشيعة قومٌ غلاةٌ ومبتدعةٌ وفَسَقَةٌ ، كما كان في أصحاب النبيّ المُنافقون والمُرتدّون والفسَقةُ ـ كما بيّنهُ أصحابُنا في كُتُب الرجال ـ فربّما دَسُّوا في أحاديثنا شيئا ممّا يُوافقُ آراءَهم ممّا لا أصلَ له ، وكذا كان فيهم من وَهمَ ولم يَحْفَظ الحديثَ ، فأدّاه على غير وجهه ولم يتعمّد الكذبَ .
ثمّ ينضافُ إلى ذلك من أسباب الاختلاف عندنا ما كان يخرج عن أئمّتنا عليهم السلامعلى وجه التَقِيّة ، كما اشتهر بل تواتر النقلُ عنهم عليهم السلامبأنّهم كانوا ربّما يُجيبون السائلَ على وفق مُعْتَقَده أو مُعْتَقَد بعض الحاضرين ، أو بعض من عَساهُ يَصِلُ إليه الحديث من أعدائهم المُناوئين .
فقد رُوّيْنا بأسانيدنا إلى محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رِئاب ، عن أبي عُبَيْدة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قال لي : «يا زيادُ ، ما تقولُ لو أفتينا رجلاً ممّن يتولاّنا بشيءٍ من التقيّة؟» قال : قلتُ له : أنتَ أعلمُ ، جعلتُ فداك . قال : «إنْ أَخَذَ به فهو خَيْرٌ له وأعظمُ أجْرا» .
وفي روايةٍ أُخرى : «إنْ أَخَذَ به أُوجِرَ ، وإنْ تَرَكَه واللّهِ أَثِمَ» ۲ .
ورُوّيْنا عنه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن

1.الكافي ۱ : ۶۴ ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح ۲ .

2.الكافي ۱ : ۵۶ ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح ۴ .

صفحه از 515