وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 499

خاتِمةٌ : [في الرموز والاقتصارات]

قد غَلَبَ على أكثر المحدّثين منّا ومن العامّة الاقتصارُ على الرَمْز في «حدّثنا» و «أخبرنا» ، وشاعَ ذلك بحيثَ لا يخفى ، فيكتبون من حدّثنا : «ثنا» فقط ، وقد يحذِفُون الثاءَ أيضا ، ويكتبون من أخبرنا : «أنا» .
هذا ، وأمّا ما فعلَه عامّةُ محدّثينا ـ كابن بابَوَيْه والشيخ الطوسي رحمهما اللّه وأمثالهما ـ من ذكر الرجل فقط من غير «حدّثنا» ولا «أنبأنا» ولا الرمز له ؛ فإنّما يفعلونه في الأكثر في أعالي السند إذا حذفوا أوّلَه ؛ للعلم به ، فيكونُ المعنى : «عن محمّد بن يحيى» مثلاً ، فيحذفون «عن» أيضا اختصارا ؛ وإنّما فعلُوا ذلك لأنّ كيفيّة الأخْذ في أعالي السند تخفى في الأغلب على متأخّري المحدّثين ، وإنّما المقصودُ أن يبيّنوا أنّه مرويٌّ عنه أعمَّ من أن يكونَ بقراءةٍ أو بإجازةٍ أو غير ذلك من طرق النقل ، فلهذا اقتصروا على ذكر الراوي فقط .
ومن غير الأكثر ما فعله محمّد بن يعقوب الكليني رحمه اللهفإنّه حذفَ ذلك من الأوّل أيضا ؛ لما ذكرناه من أنّ المرادَ إثباتُ الرواية .
وأمّا إذا اتّصلَ بهم السندُ فلا يكادون يُخِلّون بذكر «حدّثنا» أو «أخبرنا» أو الرمز له ، كما هو في كثيرٍ من التهذيب وباقي كتب الأحاديث .

صفحه از 515