الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 104

بحمل أعبائه الحذّاق من العلماء الحفّاظ في فنون الأحاديث» . ۱
و هو إمّا محسوس لفظي ، و إمّا معقول معنوي ، و من اللفظي إمّا من تصحيف البصر أو من تصحيف السمع في موادّ الألفاظ و جواهر الحروف أو في صورتها الوزنيّة و كيفيّتها الإعرابيّة و حركاتها اللازمة . و كلّ منها في الإسناد أو في المتن.
فمن هنا بان أنّ ما عن بعض العامّة في المقام من أنّ المخالفة إن كانت بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخطّ في السياق ، فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحّف ، و إن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف، ۲ هذا ليس بتامٍّ و وافٍ في المقام.
و لايخفى عليك أنّ جمعا من فضلاء العامّة قد ذكروا أنّ الدارقطني قد ألّف في هذا الفنّ كتابا ۳ و كذلك الخطّابي و ابن الجوزي.
أقول : إن شعلة الذكاء و وارث محاسن الفقهاء و الحكماء ، ثالث المعلّمين السيد الأنبل الأجل السيّد الداماد رحمه الله قد استوفى الكلام في هذا المقام بإكثار الأمثلة ، كثيرة الفوائد و وفيرة العوائد ، فمن أراد تحقيق الحال في ذلك فليراجع إلى كتابه المسمّى بالرواشح السماويّة. ۴
و منها : المحرَّف ، و هو ما وقع فيه تحريف من جهل المحرّفين و سفههم ، إمّا بزيادة ، أو نقيصة ، أو بتبديل حرف مكان حرف ليست هي على صورتها ، و هو إمّا في السند و إمّا في المتن.
و منها : الفارد ، و يقال له المفرد ، و هو على قسمين : فرد ينفرد به راويه عن جميع الرواة ، و ذلك الإنفراد المطلق ، و ربّما ألحقه بعضهم بالشاذ ؛ و فرد مضاف بالنسبة إلى

1.المصدر السابق : ۱۶۸ .

2.نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر : ۹۴ .

3.المصدر السابق و تدريب الراوي : ۴۷۳ .

4.الرواشح السماويّة : ۱۳۴ ـ ۱۵۷ .

صفحه از 205