الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 126

التي تلي مبدأ الإسناد» . ۱
القسم الثاني : تدليس الشيوخ ، أي ما يقع في الشيوخ لا في الإسناد ، و هو أن يروي عن شيخ حديثا سمعه منه و لكن لايحبّ أن يعرف فيسمّيه باسم أو يكنّيه بكنية هو غير معروف بهما ، أو ينسبه إلى بلد أو حيّ لايعرف انتسابه إليهما ، أو يصفه بما لايعرف به كي لايعرف.
القسم الثالث : ما يقع في مكان الرواية ، مثل : «سمعت فلانا وراء النهر» أو «حدّثنا بما وراء النهر» موهما أنّه يريد بالنهر مثلاً جيحان أو جيحون و إنّما يريد بذلك نهرا آخر .
فهذا القسم من التدليس أخفّ ضررا من القسمين الأوّلين ، ثمّ الثاني منهما أخفّ من الأوّل، [و هو] مكروه جدّا ، و ذمّه أكثر العلماء ، و كان شعبة في علماء العامّة من أشدّهم ذمّا له.
قال بعض العامّة بعدِ حصره التدليس في القسمين الأوّلين : «أمّا الأوّل فمكروه جدّا ذمّه أكثر العلماء» ثمّ قال فريق منهم : من عرف به صار مجروحا مردود الرواية و إن بيّن السماع و الصحيح التفصيل ، فما رواه بلفظ محتمل لم يبيّن فيه السماع فمرسل ، و ما بيّنه فيه ك «سمعت» و «حدّثنا» و «أخبرنا» و شبهها فمقبول محتجّ به . و في الصحيحين و غيرهما من هذا الضرب كثير ، كقتادة ، و السفيانين ، و غيرهم .
و هذا الحكم جار فيمن دلّس مرّة ، و ما كان في الصحيحين و شبههما عن المدلّسين ب «عن» محمول على ثبوت السماع من جهة أُخرى .
و أمّا الثاني فكراهته و سببها توعير طريق معرفته ، و يختلف الحال في كراهته بحسب غرضه ككون مغيّر السمة ضعيفا ، أو صغيرا ، أو متأخّر الوفاة ، أو سمع منه كثيرا فامتنع من تكراره على صورةٍ ، و تسمح الخطيب و غيره بهذا» . ۲

1.الرواشح السماوية : ۱۸۶ بتفاوت في بعض الألفاظ .

2.التقريب : ۳۳ و ۳۲ .

صفحه از 205