الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 136

توفّي سنة 355 . و ذكر أيضا ۱ أن أبا مسعود الرّازي و صاحب المسند و التفسير أحد الأعلام كتب ألف ألف و خمسمائة ألف حديث. ۲
و كيف كان ؛ فإنّ المتّصف بالحاكميّة أو الحجّيّة لم يوجد بين محدّثينا الإماميّة ، نعم قيل : إنّ علوم الأئمّة عليهم السلام أو أخبارهم قد انتهت إلى أربعة ، و منهم : السيّد إسماعيل الحميري ، و يونس بن عبد الرحمن . و قد قيل أيضا : إنّ يونس بن عبد الرحمن قد ألّف ألْف مؤلَّف في ردّ المخالفين. ۳
الفائدة الرابعة : اعلم أنّ الكتاب الجامع للأحاديث في جميع فنون أُصول العقائد و الأخلاق و الآداب و الفقه من أوّله إلى آخره ممّا لم يوجد في كتب أحاديث العامّة ، و أنّى لهم بمثل الكافي في جميع فنون الأحاديث و قاطبة أقسام العلوم الإلهيّة الخارجة من بيت العصمة و دار الرحمة ، و أنّى لهم بمثل التهذيب في أبواب الفقه ، و أنّى لهم بمثل كتب الصدوق رحمه اللهفي كلّ فنّ من فنون الأحاديث ، و هكذا كتب سائر أصحابنا الإماميّة ـ رضوان اللّه عليهم ـ من الطبقات التي فوق طبقة الكيني رحمه اللهأو دونها .
و من تتبّع جملة من كتب متأخّري المتأخّرين من أصحابنا الإماميّة كبحار الأنوار للعلاّمة المجلسي رحمه الله ، و الوسائل للشيخ الأجل الحرّ العاملي ، و الوافي للفاضل الكاشاني ، اعلم أنّ العلماء العامّة قد جعلوا أنفسهم محرومين عن الوصول إلى الحقائق الحقّانيّة ، حيث صاروا صفر اليدين من العلوم الربانيّة ، و خالية القلوب عن الأنوار الإلهيّة القدسيّة.
و بالجملة : فإنّ جميع أحاديثنا إلاّ ما ندر ينتهي إلى الأئمّة الاثني عشر عليهم السلاموهم عليهم السلامينتهون فيها إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فإنّ علومهم عليهم السلام علومه صلى الله عليه و آله و هم أوصياؤه صلى الله عليه و آله و شركاؤه فى العلم و الفهم.
و كيف كان ؛ فإنّ ما تضمّنته كتب الخاصّة من الأحاديث المرويّة عنهم عليهم السلاميزيد

1.طبقات الحفّاظ : ۳۹۳ .

2.طبقات الحفّاظ : ۲۶۴ .

3.رجال الكشي : ۴۸۵ رقم ۹۱۷ .

صفحه از 205