الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 148

فقالوا : «من المهمّ في هذا الفنّ معرفة كنى المسمّين ممّن اشتهر باسمه و له كنية لايؤمن أن يأتي في بعض الروايات مكنّيا لئلاّ يُظنّ أنّه آخر . و معرفة أسماء المكنّين ، و هو عكس الذي قبله . و معرفة من اسمه كنيته ، و هو قليل . و معرفة من اختلف في كنيته و هم كثير ، و معرفة من كثرت كناه أو كثرت نعوته و ألقابه.
و معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه كأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المدني أحد أتباع التابعين ، و فائدة معرفته نفي الغلط عمّن نسبه إلى أبيه فقال : حدّثنا ابن إسحاق فينسب إلى التصحيف و أنّ الصواب حدّثنا أبو إسحاق ، أو بالعكس كإسحاق بن أبي إسحاق السبيعي ، أو وافقت كنيته كنية زوجته كأبي أيّوب الأنصاري و أُم أيّوب صحابيّان مشهوران ، أو وافق اسم شيخه اسم أبيه كالربيع بن أنس عن أنس ، هكذا يأتي في الروايات فيُظنّ أنّه يروي عن أبيه كما وقع في الصحيح عن عامر بن سعد عن سعد و هو أبوه ، و ليس أنس شيخ الربيع والدَه ، بل أبوه بكريّ و شيخه أنصاريّ ، و هو أنس ابن مالك الصحابي المشهور ، و ليس الربيع المذكور [من أولاده] .» ۱
و هكذا من المهمّ معرفة من نسب إلى غير أبيه كالمقداد بن الأسود نسب إلى الأسود الزهري ؛ لأنّه تبنّاه و إنّما هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي ، أو نسب إلى غير ما سبق إلى الفهم كالحذاء ، ظاهره أنّه منسوب إلى صناعتها أو بيعها ، و ليس كذلك و إنّما كان يجالسهم فنسب إليهم ، و كسليمان التميمي لم يكن من بنى تميم و لكن نزل فيهم ؛ و كذا من نسب إلى جدّه فلايؤمن التباسه بمن وافق اسمه اسمه و اسم أبيه الجدّ المذكور.
و هكذا معرفة من اتّفق اسمه و اسم أبيه و جدّه كالحسن بن الحسن بن الحسن السبط الإمام المظلوم ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام . و قد يقع أكثر من ذلك و هو من فروع المسلسل.
و قد يتّفق الاسم و اسم الأب مع اسم الجدّ و اسم أبيه فصاعدا كأبي اليمن الكندي

1.نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر : ۱۳۸ و ۱۳۷ بتفاوت يسير.

صفحه از 205