«كتب إليّ» . ۱
و قال بعضهم : إن كلّ قول للبخاري : «قال لي» فهو عرض و مناولة. ۲
و قد عبّر بعضهم عن الإجازة ب «أخبرنا فلان أنّ فلانا حدّثه» أو «أخبره» و استعمل جمع في الإجازة التي فوق الشيخ «عن» فنقول : «قرأت على فلان عن فلان» و بعبارة واضحة أنّهم يستعملون في الإجازة الواقعة في رواية من فوق الشيخ حرف «عن» فيقول : من سمع شيخا بإجازته عن شيخ : «قرأت على فلان عن فلان». ۳
ثمّ إنّ جمعا قد صرّحوا بأنّ المنع من إطلاق «حدّثنا» و «أخبرنا» لايزول بإباحة المجيز ذلك. ۴
الطريق الخامس : المكاتبة
و هي أن يكتب مسموعه لغائب أو حاضر بخطّه أو بأمره و إذنه . و هي أيضا بانت مقرونة بالإجازة و مجرّدة عنها . فالمقرونة بالإجازة في الصحّة و القوّة مثل المناولة المقرونة بها . و أمّا المجرّدة فمنع الرواية بها جمع ، و لكن ما عليه الأكثر و ما هو الأصحّ عندهم هو جواز الرواية بها ، فهذا عندهم معمول به معدود في الموصول ، حتّى أنّ جمعا قد صرّحوا بأنّها أقوى من الإجازة ، و كأنّهم قد اكتفوا في ذلك بالقرينة التي هي الإرسال . ۵
ثمّ تكفي معرفة خطّ الكاتب . و منهم من شرط البيّنة و هو ضعيف.
ثمّ الصحيح أنّه يقول في الرواية بها : «كتب إليّ فلان» أو «أخبرني فلان مكاتبة» أو «كتابة» و نحو ذلك ، و لايجوز إطلاق «حدّثنا» و «أخبرنا» و قد نسب جواز ذلك إلى جمع من المحدّثين و كبارهم. ۶
1.معرفة علوم الحديث : ۲۶۰
2.قاله أبو جعفر بن حمدان النيشابوري . التقريب : ۵۵ .
3.تدريب الراوي : ۳۴۹ .
4.التقريب : ۵۶
5.كالليث بن سعد و منصور و غيرهما . تدريب الراوي : ۳۵۲ .