الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 176

التميّز أو ثبوته لمن هو في سنّه و لم يميّز تميّزه . ۱
هذا ، و لايخفى عليك أن حديث محمود إشارة إلى قضيّة محمود بن الربيع الذي ترجم البخاري فيه باب يصحّ سماع الصغير . قيل : كان ابن خمس أو أربع سنين . و هو ما رواه البخاري في صحيحه 1 : 27 باب متى يصحّ سماع الصغير باسناده عن محمود بن الربيع قال : «عقلت من النبي صلى الله عليه و آله مَجة مجها في وجهي و أنا ابن خمس سنين من دلو» .
و كيف كان ؛ فإنّ المعتبر في التميّز و الفهم القوّة لا الفعل.
و قد ذكر بعضهم من المتأخّرين قال علماؤنا : ينبغي في هذه الأزمان أن يُبَكّر بإسماع الصغير من أوّل زمان يصحّ فيه سماعه ؛ لأنّ الملحوظ إبقاء سلسلة الإسناد فكذلك يتبادر بإحضار الصغار و الأطفال ۲ ، و يسرع بالاستجازة لهم فلايتكاسل في ذلك فإنّه تفوت الفرصة ، و لاينفع الندم على الظفر بذلك.

الفائدة الثالثة : ألفاظ الجرح و التعديل

إعلم أنّا قد أشبعنا الكلام في الفنّ الأوّل في ألفاظ الجرح و التعديل ، فالمقصود هاهنا إيرادها على النمط المتداول بين علماء العامّة ، حتّى يكون الناظر في هذا الكتاب و الآخذ بمجامع ما فيه على بصيرة تامّة في كلّ باب ، و مستغنيا عن الرجوع إلى كتاب من كتب العامّة و الخاصّة.
فاعلم أنّ بعض أفاضل علمائهم قد رتّب تلك الألفاظ على نمط قد استحسنه جمّ ممّن تأخّر عنه ۳ فقال :
فألفاظ التعديل مراتب:
أعلاها : ثقة ، أو متقن ، أو ثبت ، أو حجة ، أو عدل حافظ ، أو ضابط.
الثانية : صدوق ، أو محلّه الصدق ، أو كان مأمونا أو خيّرا ، أو لا بأس به ، أو هو ممّن

1.مقدمة ابن الصلاح : ۹۷ .

2.مقدمة ابن الصلاح : ۹۸ .

3.كابن الصلاح في مقدمته : ۹۴ و تدريب الراوي : ۲۹۸ .

صفحه از 205