الفنُّ الثاني من القواميس - صفحه 184

المتقنين ، فالتصحيح كتابة لفظة «صحّ» على كلام صحّ رواية و معنى و لكنّه عرضة للشك أو الخلاف.
و التضبيب ـ و يسمّى التمريض ـ أن يمدّ خطٌ أوّله كرأس الضاد و لا يلزق بالممدود عليه ، يمدّ على ثابت نقلاً فاسد لفظا أو معنى أو ضعيف أو ناقص ، و من الناقص موضع الإرسال أو الانقطاع . و ربّما افتقر بعضهم على الصاد في علامة صحيح فاشبهت الضّبة.
و يوجد في بعض الأُصول القديمة في الإسناد الجامع جماعة معطوفا بعضهم على بعض علامة تشبه الضبّة بين أسمائهم و ليست ضبّة و كأنّها علامة اتّصال .۱
هذا ، و أنت خبير بأنّ ما ذكروه في هذا المقام لم يتداول في كتب أصحابنا.
نعم ، الموجود في جملة كثيرة منها و لاسيّما في الكافي و التهذيب و الاستبصار و الفقيه الايماء و الرمز إلى حال السند فيشار إلى الصحيح بحرف الصاد الشبيهة بلفظة «صحّ» هكذا ، و إلى الحسن بالحاء هكذا «ح» ، و إلى الحسن كالصحيح هكذا «ح كصح» ، و إلى الموثّق بالقاف هكذا «ق» ، و إلى المرسل باللام هكذا «ل» ، و إلى المرفوع بالعين هكذا «ع» ، و إلى ما فيه مجهول أو مهمل بالميم هكذا «م» ، و إلى ما فيه من نصّ بضعفه بالضّاد هكذا «ض» ، و قد يجمع بين حرفين أو ثلاثة للإيماء إلى أحوال عديدة.

الفائدة الثالثة :

قد ذكر جمّ غفير منهم أنّه قد غلب على كتّاب الأحاديث الاقتصار على الرمز في «حدّثنا» و «أخبرنا» و شاع بحيث لايخفى على أحد منهم فيكتبون من حدّثنا «ثنا» أو «نا» أو «دنا» ، و من أخبرنا «انا» أو «انبا» أو «رنا» . ۲
و أمّا كتابة «ح» في حدّثنا و «أخ» في أخبرنا فممّا أحدثه بعض العجم و ليس من اصطلاح أهل الحديث.
و أنت خبير بأنّ من تتبّع صحاحهم الستّ و هكذا غيرها من النسخ المقروءة على

1.التقريب : ۶۱ .

2.التقريب : ۶۲ .

صفحه از 205