جماعة، وعدّ منهم محمّد بن اسماعيل بن بزيع (رجال الکشي: ص 543 رقم 1029). فهذه وجوه ستّة يتأدّى بفساد ذلک الظنّ.
فصل
ربّما يخدش کل واحد من هذه الوجوه بنوع من الخدش.
أما الأول: فلأنّ بقاء ابن بزيع إلى زمان الکليني غير ممتنع بحسب العادة من حيث طول الزمان؛ لأنّ ما بين وفاة الکاظم والعسکري( لايزيد على سبع وسبعين سنة؛ فإنّ وفاة الکاظم( سنة ثلاث وثمانين ومائة، والعسکري( سنة ستّين ومائتين، والکليني( توفى بعده( بثمانية وستين سنة؛ لأنّ وفاته سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فملاقاته في أوايل عمره، لابن بزيع ليست بذلک البعيد، اذ غاية ما يلزم منه تعمير ابن بزيع إلى مائة سنة أو أکثر بشيء قليل، لا تبلغ العشر سنين، والتعمير إلى هذا القدر، غير مستنکر.
وأما الوجه الثاني: ففيه، أنّ الرواية عن الشخص الواحد تارة بلا واسطة واخرى بواحدة واخرى باثنتين، غير قليل، کما يرويه الحسين بن سعيد، عن عبداللّه بن سنان، وکما يرويه ابن أبي عمير عنه، وکما يرويه کثير من أصحاب الأئمة( عنهم، وعدم التصريح بابن بزيع، فيما يرويه بلا واسطة، لعلّه اتفاقي.
وأما الثالث: فلأنّ إدراک الإمام( کما يطلق ويراد به إدراک زمانه، و معاصرته فقد يراد به الرواية عنه أيضاً، ولعلّ هذا هو مراد الکشي( بإدراکه الجواد( ؛ فيجوز معاصرته به بقيةَ الأئمة( من روى الرواية عنهم.
فإن قلت: إدراک مثل هذا الرجل الجليل الشأن لعصر أحد الأئمة(، مع عدم الرواية عنه أصلاً، أمر مستنکر جدّاً!
قلت: ربّما کان له عذر في عدم الرواية، إمّا لتقية أو لتعذّر لقائه، لبعد بلد الإقامة أو نحو ذلک وقد لقى کثير من أجلاء هذه الطائفة أئمة زمانهم ولم يتفق لهم الرواية عنهم ـ سلام اللّه عليهم ـ ولعلّ ذلک لبعض الاعذار التي هم أعلم بها منّا.
هذا يونس بن عبد الرحمان، مع علوّ منزلته وجلالة قدره في هذه الطائفة، کان في عصر الصادق( ولم يرو عنه مع أنّه اجتمع به بين الصفا والمروة کما أورده النجاشي وغيره (رجال النجاشي: ص 446 ؛ رجال ابن داوود: ص 207 رقم 1743).
هذا محمّد بن أبي عمير، مع عظم شأنه ورفعة محله، قد أدرک زمان الکاظم( ولم يتيسّر له الرواية عنه أصلاً (رجال النجاشي: ص 226 رقم 887)، فلا يبعد (نسخه: يعد) في أن يکون حال ابن بزيع من هذا القبيل.
وبهذا يظهر الخدش في الوجه الرابع: فإنّ المزية، هي رؤية الامام( إمّا وحدها أو مع الرواية عنه، أمّا محض المعاصرة واتحاد الزمان من غير رؤية ولا رواية، فلا ؛ فلعلّ هذا هو الوجه في عدم تعرّض علماء الرجال لذلک.