رسالة في ثقة - صفحه 126

آخَر ، فإنّه يترسّخُ مضمونُ الخبر في نفس الشخص الثاني ، ولا يرتفع ولو بالمبالغة في كون الإخبار كذبا من الشخص الأوّل في مقام الاعتذار ، وإن أمكَنَ كونُ عُسْر الارتفاع بواسطة حُسْبان كون الاعتذار من باب الاستبراء عن السوء ، بخلاف الإخبار فإنّه بحسبان كونه غير مُعلّلٍ بالغرض يتسارعُ نفوذه ، ومن عجيب الإخبار أنّ المريضَ بمَرَض ضَعْفِ القلب ربّما يهلك بل هلَك بالإخبار بالخبر الموحش ولو من الصبيان فضلاً عن النسوان ، بل هلاكُه بالإخبار بالخبر الموحش في كمال السهولة ، بل هلَك همّام ببيان صفات المؤمن من أمير المؤمنين عليه السلام بعد سؤاله عنها كما رواه في الكافي في بابِ المؤمن وعلاماته وصفاته ۱ .
وإن قلت : إنّ الظاهر من الوثوق بالحديث بنفسه ـ مع قطع النظر عن الغَلَبَةِ ـ كونُه مستندا إلى العدالةِ .
قلت : إنّه محلّ المنعِ ، ومن هذا أ نّه لا مجال للقول بالدلالة على العدالة لو قيل : «صدوق» كما في بعض التراجم ، فضلاً عمّا لو قيل : «صادق» وإن يأتي القول بالدلالة على العدالة فيهما من بعض .
هذا كلُّه على تقدير عموم العدالة لسوء المذهب ، وإلاّ فاتّفاق «ثقة في الحديث» في ترجمة غير الإمامي يمانعُ عن ظهوره في العدالة ، إلاّ أن يقال : إنّ الظواهرَ لا ترتفعُ بالتخلّف في بعض المواضع ، بل الظهور الغير المتخلّف مفقودُ
الأثر .
ومن هذا أنّ «ثقة» بناءً على دلالتها على العدالة لا يرتفع ظهورُها في العدالة على القول باعتبار الإماميّة في العدالة بواسطة اتّفاقها في ترجمة غير الإمامي ، اللّهمّ إلاّ أن يدّعى كثرة اتّفاق «ثقة في الحديث» في غير الإمامي بحيث توجبُ ارتفاعَ الظهور في العدالة ، كما سبق دعوى كثرة اتّفاق «ثقة» في غير الإمامي بحيث

1.الكافي ۲ : ۱۷۷ ، ح ۱ ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته .

صفحه از 233