رسالة في ثقة - صفحه 172

الوجود قليلَ الوقوع ، إذ الظاهرُ أنّ المقصودَ بالأعلم هو مشقوقُ الشفة العليا خلاف الأفلح بالفاء والحاء المهملة حيث إنّه بمعنى مشقوق الشفة السفُلى .
قال في الصحاح : «وعلم الرجل يعلم علما إذا صار أعلم ، وهو المشقوق الشفة العليا والمرأة علماء» ۱ .
وفي المصباح : «والعَلَمَة والعَلَم محرّكتين شَقٌّ بالشَفة العليا ، يقال : علم الرجال علما إذا صار أعلم ، والمرأة عَلْماء مثل أحْمَر وحَمْراء» ۲ .
وفي المجمع : «الأعلم مشقوق الشفة العليا ، يقال : علم الرجل علما إذا صار أعلم ، والمرأة علماء ، مثل : أحمر وحمراء» ۳ .
لكن قال في القاموس : «العَلَمَةُ والعلَمُ محرّكتين شقٌّ في الشفة العليا ، أو في أحد جانبيها ، عَلِمَ كفَرِحَ فهو أعلم» ۴ .
ومقتضاه اشتراك الأعلم بين مشقوق الشفة العليا ومشقوق أحد جانبيها .
لكنّه نادرٌ بالإضافة إلى كلمات صاحب الصحاح والمصباح والمجمع ، المقتضية لاتّحاد المعنى وتعيّنه في مشقوق الشفة العليا ، بل الظاهر أنّ الأعلم في مشقوق الشفة العليا أشهرُ على تقدير الاشتراك ؛ لبُعْد عدم الاطّلاع على المعنى الآخر عن مشقوق أحد جانبي الشفة العليا على تقدير الاشتراك .
فالظاهر أنّ المقصود بالأعلم في المقام هو مشقوق الشفة العليا ، وهو على تقدير الاشتراك ، فتدبّر ۵ .

1.الصحاح ۵ : ۱۹۹۰ (علم) .

2.المصباح المنير : ۴۲۷ (علم) .

3.مجمع البحرين ۲ : ۲۳۸ (علم) .

4.القاموس المحيط ۴ : ۱۵۵ (علم) .

5.«فتدبّر» إشارة إلى بُعْد الاقتصار على أحد معنيي المشترك بواسطة الاشتهار على الاطّلاع على المعنى الآخَر (منه عفي عنه) .

صفحه از 233