رسالة في ثقة - صفحه 184

وأشهر من وثاقته ، فلو لم تثبت فطحيّته عند النجاشي فوثاقته أولى بعدم الثبوت عنده ، اللهمّ إلاّ أن يمنع عن الأولويّة .
وربّما احتمل بعضٌ كونَه من كلام القائل ؛ نظرا إلى ما ذُكِرَ ، ومقتضاه ظهورُ
كونِه من كلام النجاشي مع قطع النظر عمّا ما ذُكِر .
وليس بالوجه .
وكذا قول النجاشي في ترجمه محمّد بن سنان: «وقال أبو العبّاس [ أحمد بن ] محمّد بن سعيد : إنّه روى عن الرضا عليه السلام قال : وله مسائل عنه معروفة ، وهو رجل ضعيف لا يعوّل عليه ولا يلتفت إليه» ۱ حيث إنّ بعضا جرى على كون قوله: «وهو رجل ضعيف» ـ إلى آخره ـ من كلام أحمد وهو ابن عقدة ، وتردّدَ بعض الأعلام ـ كالسيّد السند النجفي ـ بين كونه من كلام أحمد ، وكونه من كلام النجاشي ۲ .
لكن نقول : إنّ وقوع التضعيف من النجاشي في ترجمة المدائني ۳ يرشدُ إلى كون الكلام المشار إليه من النجاشي .
وربّما يشبه المقام قول الكشّي في ترجمة سعد بن سعد الأحوص :
حدّثني محمّد بن قولويه قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه القمّي ، قال : حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن رجلٍ ، عن عليّ بن الحسين بن داوود القمّي قال : سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمّد بن سنان بخير ، وقال : «رضي اللّه عنهما برضاي عنهما ، فما خالفاني قطّ» ۴ .
حيث إنّه احتمل الشيخ محمّد في قوله : «وقال» كونَهُ ابتداء حديثٍ مرسلٍ من

1.رجال النجاشي : ۳۲۸ / ۸۸۸ . وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر .

2.رجال السيّد بحر العلوم ۱ : ۲۵۶ .

3.انظر منتهى المقال ۵ : ۷۰ ؛ و ۷ : ۴۳۸ .

4.رجال الكشّي ۲ : ۷۹۲ / ۹۶۳ .

صفحه از 233