رسالة في ثقة - صفحه 210

بل يرشدُ إلى إضمار الحديث ما يقال : «صالحٌ في الحديث» كما هو مقتضى كلام الشهيد الثاني في الدراية ۱ . وكذا ما يقال : «صالحُ الرواية» كما في ترجمة أحمد بن هلال ۲ .
لكنّ «الصلاحَ» ـ المستعملَ في الشخص ـ في العرف لا يكونُ في قبالِ الفاسد ، بل إنّما هو يُسْتَعْمَلُ في العادل ، أو مَنْ هو أعلى درجةً منه ، بل قد قُوبِلَ الصلاحُ بالسوء في بعض الأخبار ۳ .
وعلى أيّ حالٍ لا إشكالَ في الدلالة على المدح .
وبما تقدّمَ يظهرُ القولُ بالدلالة على المدح ، والقولُ بعدمِ الدلالةِ عليه في «صالحٍ مرضي» .
وجرى بعضٌ فيه على القول بالدلالة على العدالة ، واستفاده من العلاّمة حيث إنّه عدّ نوح بن شعيب من القسم الأوّل ، مع أ نّه ذَكر في ترجمته أ نّه كان فقيها ۴ .
ولا مجالَ لدلالته على العدالة ، والظاهرُ أنّ المنشأ ما ذكَره الشيخُ ، وسقَط «الصالح مرضي» عن القلم ، ولا بأسَ به .
وقد ضبَطْنا ما وقَع من العلاّمة من أمثال ما ذُكر في الرسالة المعمولة في النجاشي .
ولعلّ القول بعدم الدلالة على العدالة أظهر . نعم ، لا إشكالَ في الدلالة على المدح .

1.الدراية : ۷۷ .

2.رجال النجاشي : ۸۳ / ۱۹۹ .

3.قوله : «في بعض الأخبار» هو [ما] روى الكشّي بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «كان بلال عبدا صالحا وكان صهيب عبد سوء» وفي ترجمة نصر بن مزاحم «أ نّه صالح للأمر» (منه مدّ ظلّه العالي) . رجال الكشّي ۱ : ۱۹۰ / ۷۹ ؛ رجال النجاشي : ۴۲۷ / ۱۱۴۸ .

4.انظر خلاصة الأقوال : ۱۷۴ / ۱ .

صفحه از 233