[ الضبط غير داخل في معنى «ثقة» ]
فنقول : إنّ الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ الضبط عند أهل الرجال موكولٌ ومُحالٌ إلى الغَلَبَة ، والضَبْط هو الأصل ، وليس داخلاً في معنى اللفظ ، أعني «ثقة» .
ويرشد إلى ذلك التعرّضُ بسوء الحفظ في بعض التراجم نادرا ، كما في ترجمة محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ۱ ، وسِمَاك ۲ بن حرب ۳ ، وفي ترجمة أبي بكر بن عيّاش : أ نّه لمّا كَبُرَ ساء حَفْظُه ۴ ؛ أنّ بناء الأصحاب على صحّة خبر مَنْ ذُكر «ثقة» في ترجمته ليس في إحراز الضبطْ على استفادته من هذه اللفظة ، بل على الحمل على الغالب ۵ .
ويرشد إليه بناؤهم على صحّة الخبر لو كان التوثيق بغير «ثقة» نحو «عدل» كما في ترجمة معاوية بن حكيم ۶
، أو «العدل» كما في ترجمة أحمد بن محمّد الصائغ ۷ .
وقال النجاشي في ترجمة عبيداللّه بن زياد : «وكان أبو القاسم بن سَهْل الواسطي العدل» ۸ انتهى .
وفي بعضِ أخبار العيون في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار في التوحيد
۱.خلاصة الأقوال : ۱۶۵ / ۱۸۵ وفيها : «روى ابن عقدة ، عن عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة ، عن ابن نمير ، وسئل عن ابن أبي ليلى فقال : كان صدوقا مأمونا ولكنّه سيّء الحفظ جدّا» .
۲.قوله : «وسِماك» بكسر السين المهملة وتخفيف الميم كما في التوضيح (منه عفي عنه) .
۳.انظر قاموس الرجال ۵ : ۳۰۷ / ۳۴۲۱ .
۴.انظر ميزان الاعتدال للذهبي ۷ : ۳۳۷ / ۱۰۰۲۴ .
۵.كذا .
۶.انظر خلاصة الأقوال : ۱۶۷ / ۳ .
۷.الأمالي للصدوق : ۱۴۴ ، ح ۵ ، المجلس الثاني والثلاثون ؛ و ۴۵۳ ، ح ۵ ، المجلس الثالث والثمانون . وانظر منتهى المقال ۱ : ۳۲۹ / ۲۳۴ .
۸.رجال النجاشي : ۲۳۲ / ۶۱۷ . وفيه : «عبيداللّه بن أبي زيد» .