رسالة في ثقة - صفحه 58

«مصنّفي أصحابنا» للإماميّ وغيره بشهادة قوله : «ينتحلون المذاهب الفاسدة» وكذا قوله سابقا على ذلك : «واُبيّن عن اعتقاده وهل هو موافق للحقّ أو مخالف له» مع أ نّه جرى على ذكر فساد العقيدة من العاميّة وغيرها في تراجم شتّى .

ونظير ما ذُكر ـ أعني تعميم الأصحاب لغير الإمامي ـ قول العلاّمة في الخلاصة في حقّ إسحاق بن عمّار من أ نّه «شيخ أصحابنا ، وكان فطحيّا» ۱ .
وكذا قول الشهيد في اللمعة عند الكلام في طلاق العدّة : «وقال بعض الأصحاب» ؛ إذ المقصود بالبعض عبد اللّه بن بكير ، كما ذكره الشارح الشهيد ۲ ؛ بل عنه ـ أعني الشارح في الحاشية ـ : أ نّه استعمل الأصحاب لفظ «الصاحب» في غير الإمامي من فِرَق الشيعة ۳ .
وكذا ما نقله الكشّي عن محمّد بن مسعود من أنّ عبد اللّه بن بكير وجماعة من الفطحيّة هُمْ فقهاء أصحابنا ۴
.
فعلى ما ذُكر لا مجال للاستدلال المذكور على دلالة عدم تعرّض الشيخ في الفهرست لفساد العقيدة على حسنها .
نعم ، يمكن الاستدلال بأ نّه قد التزم أن يبيّن العقيدة صحّةً وفسادا ، وهو قد أهمل بيان العقيدة في تراجم كثيرة وما أشدّ كثرته ، بل لم أقف على تصريح بالإماميّة في ترجمةٍ . نعم ، يتعرّض لفساد العقيدة ، بل كثير ممّن لم يتعرّض لبيان عقيدته من الإماميّين قطعا ، فلابدّ أن تكون طريقته جاريةً على عدم تعرّض الإماميّة ، وكون مَنْ لم يتعرّض لبيان فساد عقيدته إماميّا .
لكن لا إشكال في عدم دلالة سكوت الكشّي عن سوء المذهب على الحُسْن ؛

1.خلاصة الأقوال : ۲۰۰ / ۱ .

2.اللمعة (الروضة البهيّة) ۶ : ۳۸ .

3.الروضة البهيّة : ۱۳۱ (الطبعة الحجرية) .

4.رجال الكشّي ۲ : ۶۳۵ / ۶۳۹ . ونقله عنه العلاّمة في خلاصة الأقوال : ۱۰۶ / ۲۴ .

صفحه از 233