رسالة في ثقة - صفحه 80

باب علوّ المفاد ، بل الحال على هذا الحال في أكثر أشعار الديوان ، وقد حرّرنا في الاُصول أنّ علوّ مفاد أشعاره يوجب جبر ضعف الأشعار ، كما هو الحال في الصحيفة السجاديّة ؛ لارتفاع مضامينها مع قطع النظر عن المحاسن اللفظيّة ، بل علوّ المفاد من وجوه الإعجاز .
ويرشد إليه ما ذُكر من أنّ عثمان بن مظعون أسلم بسماع قوله : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الاْءِحْسَـنِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ۱»۲ لاحتوائه على جميع مراتب الخير والشرّ بما لا يحتوي عليه غيره من الآيات ، وليس هذا إلاّ من باب علوّ المفاد .
وبما تقدّم يظهر ضَعْف ما قيل من أنّ «ثقة» حقيقة اصطلاحيّة في عدلٍ ضابطٍ إماميّ معتمدٍ عليه في الدين ، مع أنّ دخول «المعتمد عليه في الدين» لا يساعده كلام أحدٍ من أهل الرجال ، ولم يقل به أحد من غيرهم ، فظهور ضعفه بمكانٍ ، على أنّ أخذ الاعتماد عليه في الدين يغني عن أخذ العدالة ، كما يظهر ممّا يأتي .

1.النحل (۱۶) : ۹۰ .

2.مجمع البيان ۳ : ۳۸۰ ؛ ونقله عنه في نور الثقلين ۳ : ۷۸ .

صفحه از 233