رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 111

المقام الرابع : [الحديث المشتمل سنده على بعض الجماعة]

[ هل يتّصف بالصحّة باصطلاح المتأخّرين أم لا ؟ ]

في أنّ الحديثَ المشتملَ سندُه على بعض الجماعة المتقدّمِ نقلُ الإجماع في حقّهم ـ على تقدير إفادة نقل الإجماع المتقدّم لتوثيق الجماعةِ ومن رووا عنه ـ يتّصف بالصحّة باصطلاح المتأخّرين أم لا؟
تحقيق الحال أن يقال : إنّ حال الجماعة لايخلو عن أحوالٍ ثلاثة : حيث إنّهم بين الإمامي الثقة ، وهم من الأُصول خمسة عشر نفراً غير أبي بصير الأسدي وأبان وابن بكير ، ومن الأبدال اثنان من الأربعة : ليث بن البختري ، وفضالة ، دون عثمان بن عيسى ، والحَسَن بن عليّ بن فضّال .
لكنّ التعديد بخمسة عشر إنّما يتمّ لوقلنا بوثاقة معروف بن خرّبوذ ؛ حيث إنّه وثّقه ابن داود ۱ . وعدّه بعض المتأخّرين قريباً من الصواب ۲
. وعن الوجيزة
توثيقه ۳ . وعن بعضهم ذِكره في باب الثقات ۴ ، وكذا بكونه إمامياً ، كما هو الظاهر ممّن وثّقه ؛ حيث إنّ السكوتَ عن المذهب من أكثر أهل الرجال من أصحابنا ظاهرٌ في الإماميّة ، ولاسيّما في صورة التوثيق ، بل جرى جماعةٌ على القول بدلالة التوثيق ب «ثقة» على الإماميّة ۵ ، وإن كان غيرَ وجيه . وقد حرّرنا الحال في الرسالة المعمولة في «ثقة» .
إلاّ أنّه روى الكشّي فيه مدحاً ۶ وقدحاً ۷ ، لكن عن بعضٍ القدح في طريق القدح ۸ ، وأجابَ عنه بعض آخر ۹ .
وغيرِ إمامي مصرّحاً بالتوثيق ، كعبد اللّه بن بكير من الأُصول ، فإنّه فطحي ومصرَّح بالتوثيق ۱۰ .
وكذا أبو بصير الأسدي من الأُصول على القول بكون يحيى الأسدي ـ المصرّح بالتوثيق في كلام النجاشي ۱۱ ـ متّحداً مع يحيى الحذّاء المصرّح بالوقف في كلام الشيخ في الرجال في باب أصحاب مولانا الكاظم عليه السلام ۱۲ نقلاً ، ونقله الكشّي عن بعض أشياخ حَمْدويه بتوسّط حمدويه ۱۳ ؛ وغيرِ ۱۴ المذكور
بالمدح والتوثيق ، وإلاّ فهو من الإمامي الثقة ؛ لأنّه المصرّح بالتوثيق في كلام النجاشي كما سمعت .
والظاهر منه كونه إمامياً ، بل كتابه موضوع لذكر الإماميّين كما يرشد إليه ماذكره في أوّل كتابه من أنّ تأليفَ الكتابِ لذكر سلف الإماميّة ومصنّفاتهم ۱۵ . وقد حرّرنا الحال في ذلك فيما حرّرناه في أبي بصير في الأُصول .
وكذا الحَسَن بن عليّ بن فضّال من الأبدال ، فإنّه كان فطحياً ، لكن حكي رجوعُه عند الموت ۱۶ ، وهو مصرّح بالتوثيق ، إلاّ أنّ السيّد السند النجفي حكى في رجاله عن جماعة من العلماء ـ منهم المقدّس ـ منْعَ كونهِ فطحياً ؛ لخلوّ كلام الشيخ في الكتابين عن ذِكْر كونهِ فطحيّاً ۱۷ ؛ بل عنه في حاشية مصابيحه في مسألة تحريم عصير العنب بالغليان التصريحُ بصحّة سندٍ هو فيه ۱۸ .
وغيرِ إمامي غيرَ مصرّح بالتوثيق كأبان بن عثمان من الأُصول ، بناءً على كونه من أُولي العقيدة الفاسدة ، لكن جعله بعضُ الأعلام من الإمامي الثقة ، بل نَقَلَهُ عن جماعةٍ من المحقّقين ۱۹ ، بل هو الحقّ كما حرّرناه فيما حرّرناه في باب أبان بن عثمان في الأُصول .
وكذا عثمان بن عيسى من الأبدال؛ فإنّه واقفي ۲۰ غير مصرّح بالتوثيق .
وحال كلّ من الجنبين : التحتاني ـ أعني الوسائط المتوسّطة بيننا وبين
الجماعة ـ والفوقاني ـ أعني الوسائط المتوسّطة بين الجماعة والمعصوم ، على تقدير كون الحديث من المسند ـ لايخلو عن أحوال خمسة ؛ حيث إنّ رجال كلّ من الجنبين لايخلو كلاًّ عن رجال الصحيح ، أوكلاًّ أو بعضاً عن رجال ۲۱ الموثّق والحَسَن والقويّ والضعيف .
فحاصلُ ضَربِ الثلاثة في الخمسةِ ، وضَرب الحاصل ـ أعني الخمسةَ عَشَرَ ـ في الخمسة يبلغ خمسة وسبعين .

1.رجال ابن داود : ۱۹۰ / ۱۵۷۶ .

2.الحائري في منتهى المقال ۶ : ۲۹۰ / ۳۰۰۸ .

3.الوجيزة : ۳۲۴ / ۱۸۹۷ .

4.حاوي الأقوال : ۱۵۴ / ۶۱۶ .

5.انظر منتهى المقال ۱ : ۴۳ ، وعدّة الرجال ۱ : ۱۱۱ .

6.رجال الكشّي ۲ : ۴۷۰ / ۳۷۳؛ و ۲ : ۵۰۷ / ۴۳۱ .

7.رجال الكشّي ۲ : ۴۷۱ / ۳۷۵ .

8.خلاصة الأقوال : ۱۷۰/۱۰؛ التحرير الطاووسي : ۵۶۰ / ۴۱۹؛ ونقله عنه الوحيد البهبهاني في تعليقته: ۳۳۶.

9.تعليقة الوحيد البهبهاني :۳۳۶ .

10.الفهرست : ۱۰۶ / ۴۶۲ .

11.رجال النجاشي : ۴۴۱ / ۱۱۸۷ .

12.رجال الشيخ : ۳۶۴ / ۱۶ .

13.رجال الكشّي ۲ : ۷۷۲ / ۹۰۱ .

14.مجرور عطفا على «المصرّح بالوقف» صفة ثانية ليحيى الحذّاء .

15.انظر رجال النجاشي : ۳ .

16.انظر خلاصة الأقوال : ۳۷ / ۲ .

17.رجال السيّد بحرالعلوم ۲ : ۲۵۶ . وانظر مجمع الفائدة والبرهان ۲ : ۲۸ ، و ۵ : ۲۹۸ .

18.المصابيح مخطوط .

19.انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : ۱۷ ، ومنتهى المقال ۱ : ۱۵۰ / ۱۶ .

20.رجال الشيخ ۳۵۵ / ۲۸ ؛ رجال الكشّي ۲ : ۸۶۰ / ۱۱۱۷ .

21.في «ح» : «رجاله» .

صفحه از 194