رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 15

[نظر السيّد الداماد في «الأصحاب»]

قال السيّد الداماد في الرواشح في الراشحة الرابعة عشر :
اصطلاحُ كتاب الرجال للشيخ في الأصحاب:أصحابُ الرواية، لاأصحاب اللقاء ، ولذلك إنّما ذكر محمّد بن أبي عُمَير في أصحاب أبي الحَسَن الثاني عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ۱ ، ولم يذكر في أصحابِ أبي الحسن الأوّل موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلاممع أنّه ممّن لَقِيهُ عليه السلام ، وهو من أوثق الناس عندَ الخاصّةِ والعامّة ، وأنسكهم وأورعهم ، وأعبدهم وأوحدهم
جلالة وقدراً ، واحِدُ زمانه في الأشياء كلّها ، وممّن أجْمَعَ أصحابُنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم ، وأفقه من يونسَ ، وأصلحُ وأفضلُ ؛ لما قد قال في الفهرست : إنّه أدرك أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام ولم يرو عنه ۲ ، ومُرادُه : أنّه قليل الرواية عنه عليه السلام ، لا أنّه لم يرو عنه عليه السلام أصلاً ، ففي كُتُب الأخبار عموماً ـ وفي التهذيب والاستبصار خصوصاً ـ رواياتٌ مسندة عن ابن أبي عُمَير عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام ۳ .
وقال النجاشي في كتابه : إنّه لقي أبا الحَسَن موسى عليه السلام ، وسَمِعَ منه أحاديثَ كَنّاه في بعضها ، فقال : «يا أبا أحمَد» ۴ .
وأيضاً لم يذكره في أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام ـ مع أنّه قد أدركه ـ لهذا الوجه بعينه .
وبناءً على هذا الاصطلاح ذَكَرَ في أصحاب أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام القاسم بن محمّد الجوهري ۵ ، وهو من أصحاب الكاظم عليه السلاملقاءً وروايةً ولم يَلْقَ أبا عبد اللّه عليه السلام اتّفاقاً ، فأورده في أصحاب الكاظم عليه السلامعلى أنّه من أصحاب اللقاء له والرواية عنه جميعاً ، فقال : القاسم بن محمّد الجوهري له كتاب ، واقفي ۶ . وفي أصحاب الصادق عليه السلامعلى أنّه من أصحابه لالقاءً له ولاسماعاً منه ، بل روايةً بالإسناد عنه فقال : القاسم بن محمّد الجوهري مولى تيم اللّه ، كوفي الأصل ، روى عن عليّ بن حمزة وغيره ، له كتاب ۷ .
وقال في أصحاب الصادق عليه السلام في باب الغين : غياث بن إبراهيم أبو محمّد التميمي الأسدي ، أسند عنه ، وروى عن أبي الحسن عليه السلام ۸ . ـ ثمّ قال ـ :
وبالجملة ، قد أورد الشيخُ في أصحاب الصادق عليه السلام جماعةً جمّة ، إنّما روايتهم عنه عليه السلام بالسماع من أصحابه الموثوق بهم ، والأخذِ من أُصولهم المعوّل عليها ، ذكر كلاًّ منهم وقال : أسند عنه ، فمنهم من لم يلقَه ولم يدركْ عصره عليه السلام ، ومنهم من أدركَهُ ولَقِيَهُ ، ولكن لمْ يسمعْ منه رأساً أو إلاّ شيئاً قليلاً ، فإن اشتهيت فعليك بمراجعة كتاب الرجال وإحصاء مافيه على تدبّرٍ وتدرّبٍ وبصيرةٍ ، وكذلك أصحاب الباقر عليه السلامعدّة من هذا القبيل وعلى هذا السبيل ، فإذن قد استبانَ من ذلك حقَّ الاستبانة الفرقُ هنالك بينَ أصحاب الرواية بالسماع منه وأصحاب اللقاء من دون الرواية مطلقاً ، إلاّ أنّ ذلك المسلك في كتاب الرجال يبتدئ من لدن أصحاب الباقر عليه السلام . انتهى ۹ .
وقد حرّرنا الكلام في باب «أسند عنه» في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن أبي داود .

1.رجال الشيخ : ۳۸۸ / ۲۶ .

2.سوره توبه ، آيه ۵۵ و ۸۵ .

3.سوره حجر ، آيه ۸۸ .

4.الفهرست : ۱۴۲ / ۶۱۷ .

5.ستأتي إن شاء اللّه تعالى .

6.رجال النجاشي : ۳۲۶ / ۸۸۷ .

7.رجال الشيخ : ۲۷۶ / ۴۹ .

8.رجال الشيخ : ۳۵۸ / ۱ .

9.رجال الشيخ : ۲۷۶ / ۴۹ .

10.رجال الشيخ : ۲۷۰ / ۱۶ .

11.الرواشح السماويّة : ۶۳ ـ ۶۵ ، الراشحة الرابعة عشر .

صفحه از 194