رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 159

[ فوائد ]

فائدةٌ[ ا ] : [ في الطبقات المرسومة في كلام ابن حجر ]

قد أكثر ابن حجر في تقريبه ـ على ماذكر كلماته الفاضل الاسترآبادي ـ القولَ بكون الراوي من الثالثة أو الرابعة مثلاً ، ومبنى ذلك جعْله الرواةَ على اثنتي عَشْرَةَ طبقة ، قال نقلاً :
أمّا الطبقات : فالأُولى : الصحابة على اختلاف مراتبهم وتمييز من ليس له منهم إلاّ مجرّد الرؤية عن غيره .
الثانية : طبقة كبار التابعين ، كابن المسيّب .
الثالثة : الطبقة الوسطى من التابعين ، كالحسن وابن سيرين .
الرابعة : طبقة تليها من الذين جلّ روايتهم عن كبار التابعين ، كالزهري وقتادة .
الخامسة : الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد والاثنين ، ولم يكن لهم السماع من الصحابة ، كالأعمش .
السادسة : طبقة عاصروا الخامسة ، لكن لم يثبت لقاء أحدٍ من الصحابة ، كابن جريح . ۱
السابعة : كبار أتباع التابعين ، كمالك والثوري .
الثامنة : الطبقة الوسطى منهم ، كابن عيينة وابن عنبسة .
التاسعة : الطبقة الصغرى من أتباع التابعين ، كزيد بن هارون ، والشافعي ، وأبي داود ، والطيالس ، وعبدالرزّاق .
العاشرة : كبار الآخذين عن تابع الأتباع ممّن لم يلقَ التابعين ، كأحمد بن حنبل .
الحادية عشر : الطبقة الوسطى من ذلك ، كالدهلي والبخاري .
الثانية عشر : صغار الآخذين عن تبع الأتباع ، كالترمذي ۲ .
ومرجعُ ماذَكَرَهُ إلى انقسام الطبقات إلى طبقة الصحابة كالأُولى ، وكبار التابعين كالثانية ، والوسطى منهم كالثالثة ، والصغرى منهم كالخامسة ، وكبار تابعي التابعين كالسابعة ، والوسطى منهم كالثامنة ، والصغرى منهم كالتاسعة . لكن كون السابعة كبارَ تابعي التابعين مبنيّ على أنّ الظاهر كون أتباع كبار التابعين كبارَ أتباع التابعين ، وكبار الآخذين عن أتباع التابعين كالعاشرة والوسطى منهم كالحادية عشر ، والصغرى منهم كالثانية عشر .
وإنّما يتأتّى الإشكال في الرابعة في نفسها ، والفرقِ بينها وبين السابعة ، وكذا يتأتّى الإشكال في السادسة في نفسها ، والفرقِ بينها وبين الخامسة ، وكذا الفرق بينها وبين السابعة .
فنقول : إنّ المدار في الرابعة على سماع أهل هذه الطبقة عن كبار التابعين في جلّ رواياتهم ، كما يقضي به صريح كلامه في شرح حال الرابعة ۳ ، فالفرقُ بين هذه الطبقة والطبقة السابعة بالسماع عن بعض الصحابة ، أعني الجلّ في هذه الطبقة ، وعدم السماع عن الصحابة في السابعة .
قوله : «تليها» الظاهرُ أنّ التلو باعتبار الشأن والمرتبة ، بتقريب كون روايات الطبقة الرابعة عن كبار التابعين؛ فإنّ أهل هذه الطبقة وإن خلت رواياتهم عن مزيّة السماع عن الصحابة كما في الثالثة ، لكن بواسطة كون رواياتِهم عن كبار التابعين تقرب للثالثة ، وإن كانت رواياتهم حاوية لمزيّة السماع عن الصحابة .
والمدار في السادسة على عدم ثبوت لقاء أحدٍ من أهل هذه الطبقة أحداً من الصحابة بعدَ رواياتهم عن الصحابة مع الواسطة ، إمّا من كبار التابعين أو أواسطهم أوصغارهم ، بناءً على أنّ الظاهرَ كونُ المدار في التقسيم على طبقة الرواة ؛ فالفرق بين هذه الطبقة والخامسة بعدم ثبوت لقاء الصحابة في هذه الطبقة أعني السادسة والطبقة السابعة ، وثبوت لقاءِ بعضِ الصحابةِ مع عدمِ السماعِ منهُم في الخامسة ، والفرق بين تلك الطبقة ـ أعني السادسة ـ والطبقة السابعة بثبوت عدمِ لقاءِ الصحابةِ في السابعةِ وعدمِ ثبوتِ اللقاء في الطبقة السادسة .

1.في «ح» : «صريح» .

2.تقريب التهذيب ۱ : ۲۶ ، مقدّمة المؤلّف .

3.تقريب التهذيب ۱ : ۲۵ ، مقدّمة المؤلّف .

صفحه از 194